تاريخ علم نفس

نادي ضد المعاكسة/Anti-Flirt Club حلّ قديم ضد التحرش

الكاتب: كيرلس بهجت

حوالي سنة 1923، ظهر في الولايات المتحدة ” نادي ضد المغازلة”، Anti-Flirt Club. كوّنت النادي مجموعة من الفتيات للتوعية بمشاكل المغازلة التي يتعرضن لها في ذلك

حوالي سنة 1923، ظهر في الولايات المتحدة ” نادي ضد المغازلة”، Anti-Flirt Club. كوّنت النادي مجموعة من الفتيات للتوعية بمشاكل المغازلة التي يتعرضن لها في ذلك الوقت. وقد جعلن للنادي قواعد تلقّن للفتيات المنضمّات له قصد مقاومة التحرش .

من قواعد هذا النادي:

  • لا تغمزي بعينك لأي كان، لأنك إن غمزتِ بعين يمكن أن تبكي بالأخرى.
  • لا تسمحي لرجل كبير في السّن بأن يضع يده عليك و يمثّل عليك دور الأب، هؤلاء من أكثر المغازلين.
  • لا تصغي لأي شخص يقول لك “تعالِ أوصلك بالموتوسيكل”، فهو لا يقول هذا ليوفّر عليك تعب المشي بالتأكيد.
  • لا تتركي شخصا أنت متأكّدة من مشاعرك تجاهه لأجل شخص يغازلك. ربما إذا عدتِ لن تجدي الأول.
  • لا تمنحي ابتسامتك لأيّ كان يغازلك، احتفظي بها للذين تعرفينهم.
أليس رايلي، رئيسة النادي.

أليس رايلي، رئيسة النادي.

إنّ ما شدّني في الموضوع ليس النادي في حدّ ذاته، بقدر ما شدتني صورة الآنسة أليس رايلي Alice Reighly، إحدى مؤسسات النّادي ورئيسته. فإذا ركزنا في صورتها نلاحظ أنها ليست جميلة شكلا أو مثيرة ليغازلها أيّا كان ما أن تنزل للشارع. ومع ذلك كانت من أكثر المؤيدين لفكرة النادي وأكثر من شجّع الفتيات على الكلام ومواجهة موضوع المغازلة أو التحرّش وألاّ يتقبّلوه كأمر واقع. وهنا يمكن أن يخطر لأيّ منّا سؤال “لماذا كانت تفعل ذلك؟”. وقد يذهب في الإجابة حدّ السخرية، لعلّ هذا يعود لشعورها بالنقص أو لتعيش في وهم كونها جميلة وتتعرض للمغازلة أو التحرش .

منذ فترة ظهرت على تويتر هاشتاج النسويات قبيحات ‪#‎feministareugly‬ في حملة ضد النسويات عموما. يكتب في هذا الهاشتاج أن الفتاة النسوية ليس لها أصدقاء وأنّ شكلها بشع، ولهذا تعيش دور الناشطة النسوية والمدافعة عن حقوق المرأة والمطالبة بالمساواة مع الرجال لتخفي عقدها وعيوبها وشعورها بالنقص. وللأسف كان رد فعل الفتيات اللواتي يحسبن أنفسهن على النسوية أن صوروا “-selfie/سيلفي-” وقاموا بتنزيل صورهنّ ردّا على الحملة، في سعي لإثبات أنهن لسن قبيحات. وقد كانت كلّ صورهن فعلا مثيرة تنفي شعار الحملة.

ما فعلنه، في حقيقة الأمر، ضدّ مبادئ النسوية. فهنّ قد عدن بالمرأة لفكرة أنّ الجسد يحدد هويّتها كفرد، وهل تُغازَل الفتاة أم لا بناء على هذا المقياس. نظريا ليس هناك قانون أو قاعدة تقول أنّ الفتاة غير الجميلة لا يحق لها الدفاع عن حقها في النزول للشارع دون أن يزعجها أحد أو يتعرض لها بسوء. ليس شرطا أن تكوني كاميرون دياز أو آن هاثواي لتُطالِب بحقّها في نيل الاحترام كإنسانة قبل كل شيء. لأليس رايلي لم تكن جميلة الشكل بمقاييس أناس عدة. وربما لم تستطع دخول التاريخ من أوسع أبوابه مثل مارلين مونرو أو صوفيا لورين، لكن على مستوى بيئتها ومحيطها الذي كانت تعيش فيه، تعتبر أليس ريلي مثالا محترما لأي فتاة بحاجة لمن يدعمها ويقدّر وجودها كفرد كامل، حرّ في المجتمع.

النسويات-قبيحات

صورة متداوله في هاشتاج النسويات قبيحات. كُتب على الصورة: “ما تظنه النسويات عن معركة الجندر // ماهي عليه في الحقيقة.

فكرة وإعداد: كرولوس بهجت
إعادة صياغة: نهى سعداوي

المصدر

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

كيرلس بهجت

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..