ترجمة طب و صحة

لماذا تزداد حدّة الانفلونزا ليلا؟

الكاتب: نهى سعداوي

السعال، الصداع، الاحتقان والحمى، سيّئة بما يكفي نهارا، لكن لماذا نشعر أنها أسوأ بعشرة أضعاف في الليل؟ أسوأ ما في نزلة البرد والأنفلونزا أنّه يمكن التأقلم مع الأعراض خلال النهار، لكنّها في الليل تتحوّل لما يشبه الكابوس. فما إن نحصل على فرصة للاستلقاء في ظلام الغرفة ونغمض عيوننا لنرتاح حتّى نشعر بالعجز، بصداع أشدّ وقشعريرة وهبّات ساخنة.

  3 أسباب لحدّة الأعراض الليلية:

توجد 3 أسباب رئيسية لشرح تضاعف أعراض البرد أو الأنفلونزا في الوقت الذي نكون فيه في أمسّ الحاجة للراحة. لعلّ فهم ما يحصل للجسم ليلا يساعدنا على تحصيل راحة أكبر أثناء النوم.

1- دور الجاذبية

خلال اليوم عند الوقوف أو الجلوس في وضع مستقيم، يسيل المخاط عبر الأنف والحنجرة. حين تتمخط أو تبلع تتخلّص من المخاط وتنظف مسالكك الهوائية مما يجعل التنفس أسهل. لكن، حين تستلقي في الليل سيلان المخاط يتغيّر ولا يتم التخلص منه بنفس الطريقة، إذ يتجمّع في الجزء الخلفي من الحلق ويبقى في الشعب الهوائيّة. الاحتقان الإضافيّ يضطرك للتنفس بفمك مما يسبب جفاف الفم والحلق وأكثر عرضة للسعال. وبالتالي عدم قدرتك على التنفس بشكل سليم مع السعال المستمر يضاعف معاناتك أثناء الليل.

2- الانشغال نهارا

خلال اليوم يكون لدينا عادة الكثير لننشغل به ونفكّر فيه. ننتقل من شيء لآخر فلا نجد وقتا كافيا لننتبه لأعراض الأنفلونزا. وعكس ذلك، في الليل وفي ظلمة الغرفة يتوفّر لنا الوقت الكافي لننتبه أنّنا لسنا على ما يرام. بالإضافة إلى ذلك، ينتابنا القلق من خسارة ساعات النوم الثمينة في التمخّط وتنظيف الحلق بدل الحصول على الراحة. التفكير في هذه التفاصيل يمنعنا من النوم وهكذا يتواصل دوراننا في حلقة مفرغة.

3- وظيفة الجهاز المناعي

علينا أن نقدّر ما يقوم به جهازنا المناعيّ من مهام، لكنّه قد يكون محبطا أن نعرف أنّ نشاطه يزيد في الليل. تزداد الاستجابة الالتهابية للجهاز المناعي في الليل وهذا يفاقم أعراض الاحتقان والصداع. بالإضافة إلى ذلك، فإنّه يزيد من درجة حرارة الجسم في محاولة لقتل فيروس الأنفلونزا، وهذا يزيد من حدة الحمى وينتج عنه قشعريرة وهبات ساخنة بالتناوب. وكأنّ هذا ما ينقصك عند الثانية فجرا !

تخفيف حدة الأعراض:

بما أنّنا فهمنا ما يجعل الحالة تسوء ليلا، نأتي الآن لسؤال كيف تخفّف من حدّة الأعراض؟

  • الجفاف يجعل الأعراض أسوأ ويضعف قدرة الجسم على محاربة الالتهاب. حاول أن تنظّف فتحات الأنف قدر الإمكان قبل الاستلقاء وذلك باستنشاق البخار أو أخذ حمام ساخن قبل النوم.
  •  ارفع الجزء العلوي من جسمك بوضع وسائد إضافيّة فهذا يساعد على استمرار وظيفة الجاذبيّة النهارية بتصريف المخاط عبر الشعب الهوائية بدل تراكمه فيها. قم بترتيب الوسائد بحيث يصبح الرأس والكتفان والرقبة أكثر ارتفاعا. رفع الرأس فقط يحدّ من التنفّس وينتج عنه تصلّب وألم في الرقبة في اليوم التالي.
  • وفّر لنفسك محيط نوم جيّد واحرص على أن تكون غرفتك مظلمة تماما مع درجة حرارة مريحة. البعض يفضّل الصمت التام بينما يفضّل آخرون بعض الموسيقى الهادئة للاسترخاء والنوم.
  • كن على استعداد مسبق، قد تكون محظوظا فتتمكن من النوم حتى موعد استيقاظك المعتاد في اليوم التالي. لكنّ هذا الاحتمال يتناقص حين تصاب بالانفلونزا. النصيحة الأمثل لتكون مستعدا للاستيقاظ مرات عدة طوال الليل هي أن تحرص على وجود الماء على مقربة منك، لترطّب حلقك الذي يمكن أن يصبح شديد الجفاف بفعل المرض، مع بعض المحارم لمواجهة أي مشاكل مع أنفك. ليس هناك أسوأ من أن تضطرّ للقيام من فراشك وإشعال النور والبحث عن المحارم أو جلب الماء، لهذا احرص على أن يكون بجانبك كلّ ما تحتاجه وحاول أن تعود للنوم بأسرع ما يمكن.

المصدر:

http://www.avogel.co.uk/health/immune-system/blog/are-your-flu-symptoms-getting-worse-at-night/

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

نهى سعداوي

تونسيّة، متحصلة على الماجستير في اللسانيات الانجليزية. مهتمة بالترجمة ودعم المحتوى العربي. هاوية كتابة. مناصرة للقضية الفلسطينية، لقضايا العرب والمسحوقين أينما كانوا.

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..