تاريخ ترجمة

نقاب نساء ليما

الكاتب: كيرلس بهجت

هذه الصّورة ليست لامرأة عربيّة ولا هي مسلمة حتّى. هذه الصورة لامرأة من أمريكا اللاتينيّة في أواخر القرن التاسع عشر.

في بداية القرن الـسادس عشر، في دولة بيرو -وهي دولة في أمريكا اللاتينيّة- ظهرت موضة لباس غريبة وهي موضة Tapada limeña/نقاب ليما أو نقاب نساء ليما. وهو عبارة عن وشاح تلبسه المرأة وتغطّي به وجهها، تترك فتحة صغيرة لتظهر منها عين واحدة، ليس العينان بل واحدة فقط. يكون كل الجسم مغطّى ما عدى العين مع إمكانيّة إظهار الذراعين.

لوحة لـفرانشيسكو فيارو Fransisco Fierro

لوحة “نقاب ليما” لـفرانشيسكو فيارو Fransisco Fierro

السبب وراء هذه الموضة هو أنّ المرأة من تلقاء نفسها، كانت ترغب في الخروج بمفردها بدون أن تتعرّض لمضايقات من الرّجال في الشّارع. ترى هي الجميع ولا يرى وجهها أحد أو يتعرّف إليها. بدأ الأمر ينتشر وأصبحت مساء كثيرات ترتدين هذا النقاب حتّى اكتشف الرّجال شيئا. بدأت بعض النساء اللاتي ترتدين النقاب في استغلال عدم إظهار هويّتها وذلك بمعاكسة الرّجال بدون أن يتعرّف أحد عليها. وحتّى في حالة رفض الرّجل التّجاوب، لا تتأثّر كرامتها لأنّ لا أحد يعرف من هي تلك السّيّدة وإذا تجاوب معها فلا بأس.

لوحة "سوق ليما المركزي" لـموريسيو روجينداس Mauricio Rugendas

لوحة “سوق ليما المركزي” لـموريسيو روجينداس Mauricio Rugendas

المهمّ هو أنّ الكنيسة الكاثوليكية والسلطة آنذاك استشعرت أنّ هذا النقاب “اختراع” غير جيّدد وموضة يجب أن تُلغى. وقد تمّ فعلا إصدار قرارات بغرامات على السّيدة التي تلبسه. لكنّهم لم يستطيعوا إيقاف الأمر، خاصّة وأنّ النّساء واجهن المنع بالتصميم على ارتدائه. فليست كلّ امرأة تلبس النقاب في ليما، بالضرورة تغازل الرّجال. وفعلا، استمرّت موضة النقاب حتّى بداية القرن العشرين حتّى ألغاه التّطور والتّقدم المجتمعي.

وهذا درس من التاريخ يثبت أنّ عفّة المرأة وأخلاقها ليست متعلّقة باللباس بل بما تحته.

فكرة وإعداد: كيرلُس بهجت

إعادة صياغة: نهى سعداوي

المصدر: https://es.wikipedia.org/wiki/Tapada_lime%C3%B1a?hc_location=ufi

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

كيرلس بهجت

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..