سينما

الخراب الأزرق/Blue Ruin: الانتقام غريزة أم عدالة؟

الكاتب: أيمن شلبي

الانتقام دافع غريزي همجي؟ أم عدالةٌ واجبةُ التحقيق؟

بين كلتا النظريتين تسير أحداث الفيلم الأمريكي المستقلّ Blue Ruin. أُنتج الفيلم سنة 2013. وهو من تأليف وتصوير وإخراج السينمائي الهاوي Jeremy Saulnier الذي استعان بصديقه الهاوي كذلك Macon Blair لأداء دور البطولة. عملٌ كان المفاجأة السّارة في مهرجان Cannes/كان 2013، حيث تُوّج بجائزة “الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين” (FIPRESCI Prize)، إضافةً إلى ترشيحات عديدة في مهرجانات السّينما المستقلّة في أمريكا وبريطانيا.

تدور أحداث الفيلم حول “دوايت”، شاب هادئ بدون أي سوابق إجرامية. يقرّر ملاحقة قاتل والده بعد خروجه من السجن بعقوبة غير كافية من وجهة نظره، إلّا أنّ الأمور لا تسير كما خطّط “دوايت” ليدخل في صراع عنيف بين حماية عائلته والانتقام. القصّة تبدو تقليدية في ظاهرها، أحدهم يريد الانتقام وماذا بعد؟! هذا ما تبادر إلى ذهني عند البداية، إلّا أنّ lلمخرج -كاتب الفيلم- أضاف إلى هذه القصّة وطريقة تنفيذها ما يجعل الفيلم مميّزا. حيث جعل الأحداث تتطوّر شيئا فشيئا لتصل إلى درجة لا تعقل من التعقيد.

المخرج الشّاب Jeremy Saulnier تمكّن من إنتاج الفيلم من خلال حملة “كيك ستارتر” ناجحة، استطاع من خلالها تمويل مشروعه السّينمائي الثاني. وعلى الرّغم من أن الفيلم يندرج ضمن الصّنف “ب” ولم تتجاوز تكلفة إنتاجه مليون دولار، فإنّ طاقم العمل استغل ذلك بطريقة مميزة ووضع تركيزه على بطل الفيلم “الهاوي” الذي قدّم دورا يضاهي ما يقدّمه نجوم السينما العالمية، في تشابهٍ فائق مع شخصية “أنطوان شيغر” التي أبدع في آدائها النّجم الإسباني “جافير بارديم” في رائعة الأخوين “كووين” No Country For Old Men.

“الخراب الأزرق” تجربة سينمائية رائعة تؤكّد أن السّينما المستقلّة تبقى المنقذ الحقيقي للمبدعين في هذا المجال، بعيدا عن دكتاتورية صنّاع الأفلام والشروط الإنتاجية القاسية التي تقتل أفكارهم وإبداعهم.

قائمة لبعض الأفلام المستقلة المهمة :
– فيلم Pulp Fiction لـ Quentin Tarantino
– فيلم Memento لـ Christopher Nolan
– فيلم Whiplash لـ Damien Chazelle
– فيلم Seven لـ David Fincher
– فيلم Lost in Translation لـ Sofia Coppola
– فيلم Good Will Hunting لـ Gus Van Sant

شريط عرض الفيلم:

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

أيمن شلبي

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..