علم نفس

لماذا نجد البنات ذات العيون الواسعة جميلة؟

الكاتب: كيرلس بهجت

من وجهة نظري الشخصيّة، تُعتبر آن هاثواي/Anne Hathaway صاحبة أجمل وأرقّ تفاصيل وملامح وجه أنثوي رأيته. فـهاثواي بالنّسبة لي لوحة أستمتع كلّما أراها. وعلى الرّغم من أنّ هناك جميلات كُثرا غيرها في هوليوود يمكن أن يحقّقوا نتائج أفضل منها على المؤشّر الذّهبي للجمال Golden Beauty Ratio -وهي معادلة لقياس مستوى جمال الوجه- إلا أنّ آن تمتلك تفصيلا غريبا يشدّ إليها وينقلك لعالم آخر من الجمال، وأعتقد أنّ السرّ موجود في “العيون الواسعة”.

يعتبر الفراعنة من أوائل الشّعوب التي استخدمت الماسكارا والكُحل رجالا ونساء. وتعتبر هذه الأدوات من الأساسيّات في أدوات التّجميل لغاية اليوم. والسّبب هو أنّها تحدّد إطارا خارجيّا لشكل العين وتضفي ما يشبه العمق. لكن لماذا تسعى البنات لجعل عيونها تبدو أوسع؟ أو ما الذي يجعل العين الواسعة رمزا من رموز الجمال؟ 

توجد نظريتان للإجابة:

1- نظريّة وجه الطفل:

حين يولد الطّفل تكون تفاصيل وجهه مقارنة بحجم رأسه أكبر من تفاصيل وجوه البالغين مقارنة بوجوههم، لذلك تبدو عيون الأطفال واسعة وكبيرة. يصغر حجم العيون مع الوقت لكنّ هذا ليس لأنّ حجمها الفعليّ يصغر بقدر ما يعود السّبب لكون بقيّة ملامح الوجه تكبر مما يقلّل من نسبة حجم العيون من كامل الوجه. فالعيون الواسعة –كما فكرة الغمازات– ترتبط عند أغلبنا بالبراءة والطّفولة. فحين نرى بنتا بعيون واسعة أو حتّى فتى، نقول عن وجهه Baby face/وجه طفوليّ ويبقى محطّ إعجابنا.

2- نظريّة الهرمونات:

حين تزيد نسبة هرمون الأنوثة في جسم الفتاة، يجعلها هذا تكتسب صفات جسدية معيّنة تظهر أكثر في مرحله البلوغ. من الأشياء التي يشتغل عليها الأستروجين، هرمون الأنوثة، تفاصيل الوجه. حسب مقالة “النّساء الجذّابات أكثر من مجرّد وجه جميل” /”Attractive women are more than just a pretty face في جريدة الـتلجراف/Telegraph فإنّ من وظائف الاستروجين، منع نموّ عظمة الخدّ بالإضافة لترسيب الدّهون في هذه المنطقة. تساعد هذه العوامل على جعل العين تبدو في شكل أوسع وحجم أكبر. فكلّما بدت العين أوسع، كلّما كانت صاحبة العين ذات نسبة هرمون أنوثة أعلى وكلّما كانت أجمل، بالتّالي!

الخلاصة:

هذا بالضّبط ما حصل في مُخّي – على مستوى اللاوعي – عندما رأيت صورة آن هاثواي، ويحصل في مُخّ كلّ من يرى فتاة بعيون واسعة. ليس الموضوع طبعا بهذه البساطة، فعلى سبيل المثال إذا كان لدى أحدنا معلّمة قاسية ضربته في طفولته، تشبه آن هاثواي أو ذات عيون واسعة، فمن الممكن أن يكره صاحبات العيون الواسعة. من الممكن أيضا، أن يكبر أحدنا محاطا بأشخاص -أمّه وأخواته وقريباته- يتميّزن بشكل وجه محدّد، فمن المحتمل أن يكون مقياس الجمال عنده مختلفا ويتعلّق بهنّ. أعتقد مثلا أنّ الممثلة لوسي لو/lucy lu ذات الملامح الآسيوية ستكون أجمل بكثير بالنسبة لرجل صيني أو ياباني مقارنة بـآن هاثواي. فقضية الجمال قضيّة نسبيّة جدّا وليس فيها ثوابت كثيرة.

Lucy-Liu-lucy-liu-196227_1280_1024

الاتّفاق:

في النّهاية، إن أردنا أن نخرج بنقطة حولها إجماع، فستكون أنّ للعيون الواسعة سحرا لا أحد يستطيع مقاومته. والأمتع من أن نشاهد تفاصيل الجمال، أن نفهم سرّ جاذبيّة هذه التفاصيل وروعتها.

أغنية “عيناها” لمارسيل خليفة تتغنّى بكلّ العيون.

فكرة وإعداد: كيرلس بهجت

إعادة صياغة: نهى سعداوي

المصادر:

http://zidbits.com/2011/06/why-do-men-find-women-with-larger-eyes-attractive/

http://www.dailymail.co.uk/sciencetech/article-2345991/Women-feminine-features-cheeks-small-jaws-ideal-target-men-looking-affair.html

http://www.telegraph.co.uk/news/uknews/1502002/Attractive-women-are-more-than-just-a-pretty-face.html

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

كيرلس بهجت

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..