مجتمع

العرب و الجنس: 7 نقاط لتفنيد ادّعاء الهوس الجنسي

الكاتب: محمود طبيل

العديد من العرب مسعورون جنسيًا، لكن عددهم لا يصل إلى المستوى المطلوب لنقول: العربي لا يفكِّرُ سوى بنصفه السُّفلي. فهذه المقولة  مستهلكةٌ فقط عند منهزمٍ أمام الحضارة الغربية، أو عند مسلمٍ ساذجٍ منبهر بما يُسمّى بالرقيِّ والتمدُّن عند الغرب. في هذا المقال سأتحدّث عن مسألة السّعار الجنسي ومقارنة حالنا كعربٍ بحال الغربيين خصوصًا في نِقاط. ولا نستهدف هنا الحديث عن الشهوة بحد ذاتها، فهي أمرٌ فطريٌ لا يُعاب على أحد، ولكن عن طرق التعامل مع هذه الشهوة ووضعها في إطارها الصحيح.

1_ “sex” أكثر الكلمات بحثًا

 القول بأن كلمة sex أكثر الكلمات بحثًا في دول عربية مسلمة كالسّعودية ومصر وغيرها قولٌ عارٍ عن الحقيقة. ويفتقر إلى أدوات الإحصاء الدقيقة. عندما دخلتُ إلى موقع مؤشّرات غوغل للبحث عن أكثر الكلمات بحثًا في السعوديّة في عام 2015 وجدتُ أكثر عشر كلماتٍ كالتالي بالترتيب (سعود الفيصل-سعود الدوسري-بنات الشمس-الملك عبدالله-العشق المشبوه-أغنية انت معلم–Agario‏ميرنا المهندس-عاصفة الحزم-نور الشريف). وفي مصر كانت أكثر الكلمات بحثًا: (مهرجان مفيش صاحب يتصاحب-رامز واكل الجو- انت معلم- تنسيق الثانوية العامة- ميرنا المهندس- من النظرة الثانية-كليب سيب ايدي-فيلم كابتن مصر-ثعبان قناة السويس-نور الشريف) (1)

وقد اخترتُ السعودية كونها أكثر البلاد تشددًا وكبتًا وفق المعايير المتحررة، واخترت مصر لأنّها ذات كثافة سكانية عالية. يتّضح أنّ أكثر عشر مواضيع بحثًا لا علاقة لها بالإباحية أو الجنس. ربّما يكون الموقع يحظر هذه الإحصائيات، أو أنّ الداخلين لهذه المواقع يستخدمون برامج بروكسي وما شابه، وهذا أيضًا يُضعف أدوات الإحصاء التي استخدمت ليقال أن كلمة sex هي أكثر الكلمات بحثًا في غوغل عند العرب.

2_ المثلية الجنسية

يرتكبُ المسلمُ الزِّنا وهو يشعر بتأنيب الضمير، وقلّما تجد مسلمًا يستمرِئُ المعصية. بينما يستمرئها الغربيُّ ويدعو لإعطائها الصّبغة القانونية. ووفقَ إحصائياتٍ فإنّ الخيانة الزوجية تكثر في دولٍ غير مسلمة، تسعة من أكثر هذه الدول غربيّة، وأغلبها يُعدّ من الدول المزدهرة. (2) هذا بالنسبة للزِّنا الذي هو تنفيذ الفِطرة الإنسانيّة بالوسيلة الحرام. أما بالنسبة للشذوذ عن الفطرة فإن نسبة الشَّواذ عند المسلمين -وجُمجمتهم العرب- لا تُذكرُ مقارنةً بالدول الغربيّة التي أقرَّ بعضها منذ فترةٍ ليست بالبعيدة قوانين تبيح زواج الشواذ، ولتلطيف الانحراف أسموه “زواج المثليين”. مع العلم أنّ أولى الدّول التي سمحت بمثل هذا النوع من الزواج هي هولندا سنة 2001.

مقولة “السعودية بها أكبر نسبة شواذ” لا دليل عليها، إذ يصعب إحصاء عدد الشواذ في مثل هذه الدول لغياب الإرادة في المشاركة فيها. بينما يكون الأمر أسهل في الدول الغربية، والتي لو كانت نسبة الشواذ -أو المؤيدين للشذوذ- فيها غير مرتفعة لما اضطروا لسنِّ القوانين التي تحميها. في الإحصائية، بالمتوسِّط فإنَّ نسبة المتقبلين للشذوذ في البلاد الغربية تتجاوز 75%، وما كانت هذه النسبة لتصل هذا الحدِّ ما لم يكن هؤلاء مسعورون جنسيّاً لدرجة أنّهم لا يكتفونَ بالجنس الآخر، فيما تظهر النسب المنخفضة جدًا في البلدان العربية. (3)

 3_ الاغتصاب:

لو كان المسلم مسعورًا جنسيًا، ولو كان الدّين لا يشكِّل رادعًا للعُصاة منهم لانتشرت الجرائم الجنسيّة بنسبةٍ كبيرة. والطّريف أن أعلى نسب التحرّش تنتشرُ بين الشباب المتأثِّر بالحضارة الغربية، وتقلُّ هذه النّسبة عند المحافِظين على موروثهم الديني والثقافي.

أعلى معدّلات الاغتصاب في العالم وفق موقع NationMaster توجد في: جنوب إفريقيا، ليسوتو، بوتسوانا، سوازيلاند. تطول القائمة لتحتوي أمريكا وفرنسا والنرويج، وأّول دولة مسلمة صادفتها كانت بنغلاديش في المرتبة 41، ثم كازاخستان في المرتبة 46، وأوّل دولة عربية كانت سلطنة عمان في المرتبة 53، وآخر القائمة احتلته دول أغلبها مسلمة، كالبوسنة والهرسك، اليمن، وأذربيجان. فتخيَّل أنّهُ رغم الحريّات الجنسيّة التي فاقت الحدّ عندهم إلا أنهم أيضًا يمارسون الاغتصاب! وهذا دليل سعارٍ جنسي. (4)

4_ اشتهاء الأطفال

لم يتوقَّف الهوس الجنسي عند شُذّاذ الفطرة عند السِّحاق والسَّدوميّة “اللواط”، بل تعدّى ذلك إلى اشتهاء الأطفال. ولهذا لو كنتَ في أمريكا مثلاً وصافحتَ ابن صديقكَ وقبّلتهُ لخافَت زوجتهُ عليهِ منك. ووصل ذلكَ بهؤلاء إلى إنشاء “جمعيّة الرجال محبِّي الأولاد في أمريكا الشماليّة” نامبلا. The North American Man/Boy Love Association NAMBLA والجمعيّة ترى وجوب إزالة الحدود الجنسيّة بين الرجال البالغين والأولاد. صحيح أنّ مشتهي الأطفال لا يلقَون قبولاً عند عامّة النّاس، إلا أنّهُ لا إجراءات قويّة متّخذة ضدهم. بل إنّ هذه الجمعية مثلاً تعقد اجتماعها السنوي في نيويورك تحت بصر السلطات. وعندما دخلتُ موقعهم آخر مرةٍ كانوا يحتفون بمايكل جاكسون كرجلٍ محبٍّ للأولاد. (5)

5_ زنا المحارم والجنس مع الحيوانات

من المرعب والمخيف أن دولةً مثل سويسرا تفكِّر في مسألة إباحة زنا المحارم وإعطائهِ الصِّبغة القانونية! ومن الطّريف أن دولةً مثل السّويد سمحت قبل سنتَين تقريبًا بحق الاستمناء في المناطق العامة! ناهيكَ عن انتشار ممارسة الجنس مع الحيوانات. (6) (7)

6_ تأخّر الزّاج

انتشرَ شبهُ الهوس الجنسي عند شباب العرب مع انتشار الأفكار الهَدّامة كاستهجان زواج الشباب والفتيات وهم تحت سن العشرين بدعوى أن ذلك زواجٌ مبكر، رغم أنّهم في الغرب يبيحون ممارسة الجنس لمن تجاوز عمره 18 أو 16 في بعض دولهم، ناهيك عن انفصال معظم أبنائهم عن عائلاتهم بعد سنّ الثامنة عشر أو العشرين. شبه الهوس هذا جاء أيضًا بالتّزامن مع الابتعاد عن تعاليم ديننا التي تحضُّ على تيسير أمور الزواج كتقليل المهور، أو ابتداع عاداتٍ جديدةٍ تزيد تكاليف الزواج على الشاب، ليتجاوز سن الشاب أو الفتاة الثلاثين دون أن يعفَّ نفسه بالطرق الحلال، فيلجأ للطرق الحرام. والجدير بالذكر هنا أن عمر الشاب والفتاة المناسب للزواج –جسديًا وعقليًا ونفسيًا- يرجع للظروف البيئية والمجتمعية للشعوب.

7_ الإباحيّة في الإعلانات

الكثير من شركات الدّعاية والإعلان في الغرب تستخدمُ الإيحاءات الإباحيّة لجذب الزَّبائن، ولم تكن لتفعل هذا لولا علمها بمدى تأثير الهوس الجنسي فيهم. ناهيكَ عن الكليبات الغنائيّة وما شابه. وهذا موجودٌ عند العرب، لكنه متقبَّلٌ فقط من الشباب الجُدُد الذين يظنون أن هذا هو طريق التقدُّم والرقيَّ تشبُّهًا بالغرب المتقدِّم. ومُستهجنٌ من الشباب المتديِّن والكِبار المحافظين على ثقافتهم. ولولا الحياء لوضعتُ روابط لعدّة إعلاناتٍ من هذا القبيل.

خاتمة:

هذا المقال ليس تبريرًا للعرب والدفاع عنهم بشكلٍ أعمى، بل إن منّا من يلهثُ خلف بطنه وفرجه. ونسبة ليست بالبسيطة من شبابنا وفتياتنا يتابعون المواقع الإباحية أو يخوضون دردشاتٍ جنسية. والحلّ هنا ليس معايرتهم والتّقليل من شأنهم أكثر من اللازم، بل البحث عن الوسائل المتاحة للقضاء على مسبِّبات هذه الظاهرة. وأولها السِّتر على البنات والشّباب، وعدم السّماح بنشر الأمور التي من شأنها أن تثير الغرائز كالألبسة المتعريّة مثلاً. وثانيها تيسير أمور الزواج، حتى لا يضطر الشاب أو الفتاة إلى البحث عن ما يسدُّ حاجته خارج الإطار الشرعي. مسألة الشهوة للجنس الآخر هي مثل استفزاز الثور بحركات الماتادور، لولا هذه الحركات لبقيَ الثور هادئًا.

المصادر :

(1)https://www.google.com/trends/topcharts#vm=cat&geo=SA&date=2015&cid

(2) http://goo.gl/nTbPiR

(3) http://www.pewglobal.org/2013/06/04/the-global-divide-on-homosexuality/

(4) http://www.nationmaster.com/graph/cri_rap-crime-rapes

(5) http://www.nambla.org/

(6) www.youtube.com/watch?v=rlH33btuhdM

(7) http://www.dailymail.co.uk/news/article-2424416/Swedish-court-rules-IS-legal-masturbate-public-directed-specific.html

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

محمود طبيل

تعليق

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..