ترجمة علم نفس

لماذا تحبّ المرأة الحضن أكثر من الرجل؟

الكاتب: كيرلس بهجت

 ليس القصد طبعا أنّ الرجال ضدّ الحضن، فنحن لا نجد له سبيلا من الأساس. الفكرة، أنّنا كثيرا ما نصادف منشورات لفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي من قبيل “الشتاء يحتاج حضنا”، “فيروز، قهوة وحضن”.. أو صورة لشاب يحتضن فتاة على البحر مرفقة بقلوب. في المقابل، قلّ ما نجد شبابا ينشرون هكذا أشياء، وكثيرا ما يجعل الشّبان من المنشورات المشابهة موضوعا للتندر والفكاهة مع السخرية من صاحبة المنشور ورومانسيّاتها فيقال مثلا “عايشة الدّور”. لكن السّؤال هنا ما السّبب؟ لماذا تحبّ المرأة الحضن أكثر من الرجال؟

في مقالة بعنوان “لماذا ترغب النساء بالحضن ولا يرغب فيه الرجال؟/?Why Women Want to Cuddle and Men Don’t”، يقول الدكتور مايكل بادر/Michael Bader أنّ الحُضن مهمّ جدّا بالنّسبة للمرأة أكثر من الرّجل. فحتّى في الممارسة الجنسية تهتمّ المرأة بأن تنتهي العلاقة الحميمة بحضن على عكس الرّجل الذي تكون قمة سعادته في الممارسة ذاتها والذي ينهي العلاقة الجسديّة بما لا علاقة له بالمرأة أصلا، كأن يدخّن سيجارة مثلا. وهنا يتجدّد السؤال: لماذا تختلف الرّغبات أو السّلوكات؟

يبدأ الموضوع من أيّام الإنسان الأوّل، حين كان الرجل يبحث عن امرأة يتكاثر منها وينتج نسلا على عكس المرأة التي تبحث عن رجل يحميها ويرتبط بها ولا بأس في أن ينجب منها. فالهدف من العلاقة الجنسية مختلف بعض الشّيء بين الجنسين. ينصبّ اهتمام الرجل على الفعل نفسه (act) أمّا المرأة فهي تريد المشاعر والاحتواء بالأساس(Intimacy). والحضن هو التعبير الجسدي للاحتواء والتواصل النفسي والذي ترغب فيه المرأة كتعبير تتأكّد به من أنّ الرجل ليس يريد الجنس وكفى، بل هو مهتمّ بها.

توجد تفسيرات أخرى لحبّ البنات للحضن لكن، من المؤكّد أنّ الحضن شيء مميّز بالنسبة للنساء، فحتّى وإن بدا أنّ في الأمر مبالغة فإنّ الرغبة حقيقيّة. تجدر الإشارة لأمر آخر وهو أنّ مقالة الدكتور Michael Bader تتناول الاحتضان في العلاقة الحميمة. فهناك فرق بين اللفظتين بالانجليزيّة والعربيّة Hugging/العناق وCuddling/الاحتضان. فالعناق أمر مألوف بين النّساء والرّجال أيضا، قد تلتقي أحدهم وتعانقه حين تسلّم عليه لأنّك لم تلتقيه منذ فترة مثلا أو تعبيرا عن معزّة تكنّها له. بينما الاحتضان أو الحضن يفترض وجود عاطفة بين الرّجل والمرأة وقد يكون عناقا مطوّلا، لكنّ تأثيره أكبر من مجرّد عناق لحظيّ.

في النهاية سواء كان مجرّد عناق أو احتضانا فإنّ له أثرا سحريّا على النساء، فلننتبه يا رجال!

فكرة وإعداد: كيرلس بهجت

إعادة صياغة: نهى سعداوي

المصادر:

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

كيرلس بهجت

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..