سينما

American Beauty .. يكمن الجمال في التفاصيل

american-happiness
الكاتب: غادة خياط

American Beauty ، من إخراج سام مانديس/Sam Mendes وكتابة آلان بال/Alan Ball، خرج للعرض سنة 1999، حائز على أوسكار أفضل فيلم لسنة 2000. فيلم درامي مع القليل من الكوميديا أو بالأحرى السّخرية. من أهمّ الأفلام التي شاهدتها لما فيه من قضايا تهمّ جميع المجتمعات. فيلم الجمال الأمريكي سيفضح كلّ القبح بمجتمعاتنا وخاصة المجتمع الأمريكي.

يتحدّث الفيلم عن عائلة تبدو في الظاهر عائلة أمريكيّة عاديّة لكنّها في الحقيقة تعاني مشاكل كبيرة في التّواصل. فنحسّ مع تقدّم الأحداث أنّنا أمام 3 غرباء يعيشون تحت سقف واحد. يركّز السّيناريو على الأب Lester (الرّاوي) الذي يعيش حياة مملّة مع زوجته الباردة المتسلّطة وابنته المراهقة التي تتجاهله. وفوق كلّ هذا، هو على وشك فقدان عمله. ينجذب إلى Angela صديقة ابنته المفضلّة فتكون هذه نقطة التحوّل في حياته الرّتيبة. هي ليست قصّة حبّ، سوف توقظه Angela من سباته.. ستبعث فيه الحياة من جديد. الفيلم يتناول هذا التحوّل الرّاديكالي في حياته رغم أنه سيؤدّي بنا إلى موته في الأخير. هذا ما سنكتشفه من أوّل مشهد في الفيلم وهو ما أجده غريبا أن يعلن البطل منذ البداية موته في نهاية الفيلم:

“اسمي ليستر بورنهام. هذا هو حيّي وهذا هو شارعي، وهذه هي حياتي. أبلغ من العمر 42 عاما، في أقل من عام سوف أكون ميتا. بالطبع أنا لا أعرف ذلك حتى الآن، وبطريقة ما أنا ميت بالفعل.”

كلّ شخصيّة في الفيلم تتطوّر مع الأحداث:

Lestr/ Kevin Spacey

لا توجد طريقة أفضل من أن يحظى باهتمام فتاة جميلة مثل Angela، كي يثبت وجوده ويعيد ثقته بنفسه. يروي الفيلم ثورته على نفسه و المحيطين به ومحاولاته أن يبني نفسه من جديد. استقال من عمله واشترى سيارة رياضية جديدة وأصبح يهتمّ بجسمه و مظهره. عاد إلى سنين شبابه في محاولة أن تعود روحه الجميلة كالسّابق. روحه التي أصابتها الشيخوخة مع مرور الزمن.

Caroly/Annett Bening

زوجة ليستر لم تقبل هذا التحول وهذه التصرّفات الصبيانية فزاد نفورها منه. كانت تخونه مع منافسها في العمل الذي ترى فيه مثلها الأعلى وتستمتع بسيطرته التّامة على العلاقة، ممّا يدعو للسّخرية لما في شخصيتها من تناقض لأنّها تريد السيطرة والتحكم في كل شيء في علاقتها الزوجية.

Jane/Thora Birch

الابنة معقدة ومنعزلة تشعر بكره شديد نحو والديها رغم محاولاتهما الفاشلة للتقرّب منها. تظهر في دور الثورية التي تكره سطحية البنات في سنها لكنّها في نفس الوقت تجمع المال للقيام بعملية تجميل.

Angela/Mena Suvari

صديقة جاين المفضلة لكنها لا تشبهها في شيء. هي تلك الفتاة الجميلة السطحية التي تستمتع باهتمام Lester بها.

American-beauty

أحيانا يوجد الكثير من الجمال في العالم.. أشعر كأنّما لا أستطيع تسجيله

فتاة مثل جاين لن تعجب إلّا بفتى غريب الأطوار مثل Ricky الذي كان يعالج في مصحّة عقلية. والده يعامله بصرامة ويعنّفه كثيرا. لا يستطيع التواصل معه ولا مع الاخرين فيرفضه الجميع. يقضي وقته في مراقبة الاخرين وتسجيل مقاطع فيديو لكلّ التفاصيل اليوميّة فهو يرى الجمال في هذه التفاصيل. جمال لا يلاحظه الآخرون. من التناقضات أيضا أنّ ريكي هو الشخصية الوحيدة التي تظهر متوازنة في الفيلم رغم أنّها الأكثر اضطرابا. والده هو الشخصية الوحيدة التي لم تستطع أن تتغيّر رغم المحاولات العديدة وظلّ ضحيّة نفسه وأفكاره.

مع الموت وجد Lester الجمال الذي يبحث عنه. صحيح أنّ النهاية مفزعة لكنها مليئة بالأمل. الفيلم يتحدّث عن السجن والحدود التي نبنيها بأنفسنا ثمّ نحاول جاهدين التخلّص منها. متى أصبحنا هكذا دون هدف وفقدنا نكهة الحياة وجمالها؟ في النهاية، نجد عبارة لها معاني كثيرة. هي الرسالة الموجهة من الفيلم “Look Closer أنظر عن قرب” فالجمال موجود في كلّ مكان، في أدق تفاصيل الحياة.

وكما قال Lester بعد موته:

“صحيح يجب أن أكون غاضبا لما حصل لي، لكن من الصعب أن أغضب وهناك كل هذا الجمال في العالم.”

آداء الممثل Kevin Spacey لا يوصف. كان أفضل أداء له في مسيرته. قدّم الشخصية بهدوء مريب وتعابير وجه ساخرة وأسلوب مميز. وهذا ليس بالغريب على هذا الممثّل المبدع الذي قدّم أعمال تاريخية مثل the Usual Suspects وK-pax، بالإضافة إلى نصّ رائع وإخراج ذكيّ وموسيقى جميلة قدّمت لنا هذه التحفة التي ستبقى في الذاكرة.

شريط عرض الفيلم:

https://www.youtube.com/watch?v=FfWnZthD9Tw

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

غادة خياط

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..