ترجمة سياسة

تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

تداعيات-مغادرة-الاتحاد-الأوروبي
الكاتب: نهى سعداوي

قرّر البريطانيون إثر استفتاء أجرِي أمس الخروج من الاتحاد الأوروبي، بنحو  52% من المشاركين في التصويت. وقد تداولت المواقع والمحطات الخبر ووقعه الحيني على الجنيه الاسترليني، العملة البريطانية إضافة لتداعياته على المدى القصير والبعيد. وصلت بريطانيا لمرحلة الاستفتاء بعد تراكمات عديدة صاحبتها محاولات من الجانبين الأوروبي من جهة والحاكم في بريطانيا من جهة أخرى.

كان ديفيد كاميرون قد حصل على تنازلات خاصّة من الاتحاد الأوروبي منحت بريطانيا استثناءات على أمل أن تكون مقنعة للبريطانيين بالبقاء ضمن الاتحاد. أبرز هذه الميّزات كان احتفاظ بريطانيا بحق تحديد عدد المهاجرين إليها من دول الاتحاد وخفض المنافع الاجتماعية المقدّمة للمهاجرين.

طرح موضوع الاستفتاء على الخروج من عدمه كانت ركائزه أو مسبّباته إضافة لمسألة الهجرة: الاقتصاد، السيادة، وأنظمة الاتحاد الأوروبي. وهذه المحاور الأربع الهامّة وتداعياتها كانت وراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن الانفصال سيكون تدريجيا وسيمر بمراحل وإجراءات تستغرق قرابة سبع سنوات.

الاقتصاد والتجارة

المؤيدون:

  • الخروج من الاتحاد الأوروبي يسمح باسترداد مساهمة المملكة المتحدة في ميزانية الاتحاد التي تبلغ حوالي 8.5 مليار جنيه إسترليني سنويا
  • ستتمكن بريطانيا من الاحتفاظ بعلاقات تجارية مع الاتحاد الأوروبي من خلال اتفاق تبادل حرّ

الرافضون:

  • الاتحاد الأوروبي هو الشريك الاقتصادي الأول للمملكة المتحدة ويشكّل 45% من حجم التبادل التجاري
  • حذرت دراسة لوزارة الخزانة البريطانية سيسبب ركودا لمدة عام ويخفّض نمو الاقتصاد بنسبة 4% خلال العامين التاليين للتصويت
  • تتوقع وزارة الخزانة البريطانية خسارة بـ 400 مليار جنيه استرليني سنويا في القطاع التجاري من شراكاتها مع دول الاتحاد وأن تكون البلاد أقلّ استقطابا للاستثمارات الخارجية

السيادة

المؤيدون:

  • العضوية في الاتحاد الأوروبي تتناقض مع سيادة البلاد، يمكن لبريطانيا الاحتفاظ بنفوذها كونها قوة نووية وعضوا في حلف الناتو

الرافضون:

  • الخروج سيؤدي إلى تراجع نفوذ المملكة في العالم ويزيد احتمالات استفتاء جديد بشأن استقلال اسكتلندا التي تؤيد بشدة البقاء في الاتحاد الأوروبي.

الهجرة

المؤيدون:

يعتقد أنصار المغادرة أنّها ستمكّن البلاد من السيطرة أكثر على الحدود وهو ما يساهم في الحد من الهجرة من دول الاتحاد وخفض نفقات الرعاية الاجتماعية والاحتفاظ بالوظائف للبريطانيين.

الرافضون:

يرى رافضو مغادرة الاتحاد الأوروبي أنّ المهاجرين يساهمون أكثر في الضرائب من دون تكلفة الخزينة.

أنظمة الاتحاد الأوروبي

المؤيّدون:

يرى مؤيدو الخروج أنّ الاتحاد الأوروبي يفرض الكثير من الإجراءات البيروقراطية التي تكلف البلاد أكثر من 33 مليار جنيه سنويا.

الرافضون:

يرى رافضو الخروج أنّ الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأكبر لبريطانيا، وبالتالي فهو يستحق احترام أنظمته.

بريطانيا-التصويت-الاتحاد-الأوروبي

توزّع نسب التصويت حسب الفئات العمرية

في نهاية الأمر، نجح المؤيّدون في إقرار الخروج من الاتحاد الأوروبي. ولعلّ أهمّ ما يميّز توزّع نسب التصويت أنّ من قرّر المغادرة هي الفئة التي يفوق سنّها الخمسين سنة. فيما يبدو من خلال النسب المنشورة أنّ الشباب البريطاني متشبّث بالبقاء ضمن الاتحاد الأوروبي.

هذا وقد تأكّدت مخاوف رافضي مغادرة الاتحاد الأوروبي. فقد أعلنت رئيسة الوزراء الاسكتلندية اليوم، أنّها ستجدد دعوتها للاستفتاء حول الانفصال عن المملكة المتحدة، معللة ذلك بأنّ تغيّرا هامّا طرأ على الظروف التي جرى فيها الاستفتاء السابق في 2014. كما دعا حزب الشين فين الايرلندي إلى توحيد إيرلندا ما يعنى انفصال شمال أيرلندا عن المملكة المتحدة. هذا وقد صوّتت اسكتلندا وشمال إيرلندا لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي.

المصادر: 

الاندبندنت

سكاي نيوز عربية

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

نهى سعداوي

تونسيّة، متحصلة على الماجستير في اللسانيات الانجليزية. مهتمة بالترجمة ودعم المحتوى العربي. هاوية كتابة. مناصرة للقضية الفلسطينية، لقضايا العرب والمسحوقين أينما كانوا.

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..