تاريخ

المافيا الإيطالية من حركة تحرّر وطني إلى عصابات جريمة -2-

المافيا-الإيطالية

“الإيطالي لايؤمن بعدالة الدولة، فحين يجد نفسه مغبونا ينتقم وحده”

 لعلّ هذه المقولة  للكاتب الإيطالي  (ألبيرتو مورافيا) تساعدنا على فهم الشّخصية والمزاج الإيطاليين. وكنّا في المقال السّابق قد تناولنا نشأة المافيا “الصقلية والنابولية” تحديدا كحركات تنشد التّحرّر الوطني والخلاص من المستعمر الفرنسي، مرورا بتحوّل هذه الحركة عبر الزّمن لشرذمة تقوم بوظيفة مغايرة تماما وهي خدمة العائلات النّبيلة وحراسة أراضيها من عصابات أخرى، وصولا للحرب العالمية الثانية وما لعبته فيها هذه المافيا من أدوار إيجابية في الدّاخل الإيطالي ساعدت على الحفاظ على النّسيج المجتمعي للدولة ووقايتها من الانهيار التام بعد الحرب.

موجات الهجرة إلى أمريكا

في عام 1893، وصل إلى  مدينة بروكلين الأمريكية رجل المافيا الأشهر في تاريخ الولايات المتحدة من الأصول الإيطالية “ألفونس أل كابوني”، الذي كان أحد طلائع الطليان التي وصلت إلى أرض الفرص ” أمريكا”.

للمزيد حول آل كابوني:

وتوالت هجرة (العقول المافيوزية) إن جاز التعبير  إلى الولايات المتحدة  بعد ذلك، وقد حافظت هذه المجاميع على تقاليدها المتوسّطية  والصقليّة على نحو ما صوّره فيلم العرّاب سنة 1972، والذي لعب بطولته كلّ من عبقري السينما الأمريكية “مارلون براندو” و”أل باتشينو” وقام بإخراجه  المخرج” فرانسيس  فورد  كوبولا”، مصورا النظام الاجتماعي  لهذه المافيا. وقد تواجدت هذه المافيا بشكل أكبر  في المدن  الأمريكية التالية: (نيويورك، فيلاديفيا وبوسطن).

العراب-المافيا

تغلغل المافيا في دوائر النفوذ  صنع القرار

تتفرّد المافيا الإيطالية كما أشرنا في الجزء الـأول من المقال بسمات كثيرة عن أخواتها حول العالم فهي مؤثّرة في الإعلام والسياسة وكرة القدم عبر تمويلات تقوم بضخّها بسخاء، كما تمتلك صالات قمار وملاهي ليليّة مرخّصة تستعملها كتمويه وغطاء لنشاطاتها الإجرامية ولغسل أموالها القذرة.

زيادة على هذا، المافيا في إيطاليا “لوبي” ذو وزن في الانتخابات على غرار لوبيات السّلاح والدخان في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن بشكل أوسع.

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

محمد بون العثماني

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..