ترجمة علم نفس

سرّ العبارة الشهيرة: “أريد أن أكون معك لكن لا أريد الارتباط بك”

Quirkyalone
الكاتب: كيرلس بهجت

في جويلية/يوليو 2015، كتبت الكاتبة إيزابيلا تيسيي/Isabelle Tessier مقالا انتشر بقوة على “السوشيال ميديا” تحت عنوان “I Want to Be Single–But With You” بمعنى “أريد أن أكون أعزب ولكن معك” وهذا ما جعل كتّابا كثرا ومفكّرين يتساءلون عن أسباب الضجة الكبيرة التي رافقت صدور وانتشار هذا المقال.

يقدّم المقال وجهة نظر جديدة في عالم العلاقات، وهي التالية: ليس مشروطا أن تكون العلاقة العاطفية التي تجمع أيّ اثنين علاقة مغلقة أو منحصرة فيهما فقط، بل لكلّ منهما حياته العاطفيّة الخاصّة التي ليست حكرا على الطّرف الآخر في العلاقة وحده. فهما ليسا ملتزمين تجاه بعضهما البعض بأيّ شيء غير الاحترام والمعاملة الطيبة. في نفس الوقت، يقضيان وقتا جميلا معا بحريّة وتلقائية. في حقيقة الأمر، طُرح الموضوع سابقا. وكانت أشهر أساليب طرحه سنة 2003 مع مصطلح  “Quirkyalone”.

“Quirkyalone” مصطلح صاغته الكاتبة ساشا كاجن/Sasha Cagen لتصف به مجموعة من الناس تحبّ أو تفضّل حالة العزوبية أو عدم الارتباط العاطفي. وفي نفس الوقت، لديهم مشاعر حب وصداقة يرغبون بممارستها مع الناس من حولهم. فدخولهم في أيّة علاقة بأيّ شكل ليس فيه مساس أبدا بالوضع العاطفي بينهم وبين أنفسهم. فحتى وإن كان شخص من هؤلاء بصحبة أحد ما فهو محافظ على كيانه المستقل كفرد. لكن ما الأسباب وراء هذا؟

في مقالة لها تحاول بيلا ديباولو/Bella DePaulo تفسير هذه الظاهرة فتقول إنّ هذا التيار العاطفي ظهر كردّ فعل على الشّكل الإلزامي الخانق الذي يظهر أحيانا في العلاقات. يحب شخص ما آخر، وحين يقترب منه يكتشف أن كيانه قد بدأ يضيع أو يذوب في هذه العلاقة. فإن دخل علاقة ووجد أنها تفصله عن حياته الحرة التي كان يعيشها وهو أعزب وتبدأ بسجنه فيها. يتّجه للنقيض، ويأخد قرارا متطرفا بهدم أيّ معالم التزام عاطفي جاد من الممكن أن يحصل مع الشخص الذي يحبه. فهو يريد أن يستمتع بالحب معه دون أن يوقّع على وثيقة التّنازل عن نفسه وجوهره.

هذي هي المشكلة! المشكلة التي يحاول أشخاص كثر الترويج لها وهي أنّ التزامك في أيّة علاقة معناه دفعك لحريتك وتلقائيتك ضريبة لدخولك هذه العلاقة، رغم أنّ بداية التزامك الحقيقي من نفسك. فكما يقال “.Falling in love is not a choice. To stay in love is” بمعنى “الوقوع في الحب ليس اختيار لكن البقاء، كذلك.”

نعم، نحن لا نختار لمن نمنح عواطفنا ومشاعرنا أو كيف تخرج ونظهر وتزهو، لكن تطورها ونضجها مع هذا الشخص يكون باختيارنا وإرادتنا. فالقضية ليست أنك ترغب بمرافقة شخص معين أو ترغب بقضاء وقت لذيذ مع أي شخص. السؤال هو “كيف ستقوم باستثمار هذه العواطف؟” فبكل بساطة، الحب هو مزيج من الالتزام الممتع والحرية المسؤولة.

فكرة وإعداد: كيرلس بهجت

إعادة صياغة: نهى سعداوي

المصادر:

أريد أن أكون أعزب لكن، معك

لماذا يرغب الكثير من الثنائيات أن يكونوا معا دون ارتباط؟

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

كيرلس بهجت

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..