سينما مراجعات

3 أفلام عن الثورة الإيرلندية والصراع الإيرلندي الانجليزي

الكاتب: أيمن شلبي

تريد أن تعرف أكثر عن التاريخ الإيرلندي الحديث؟ إليك 3 من أفضل الأفلام التي تطرّقت إلى قضية الصراع السياسي والطائفي بين إيرلندا وإنجلترا في العقود الماضية.

Five Minutes of Heaven

“الانتقام”، تلك هي السِّمة الأبرز في الفيلم الإيرلندي Five Minutes of Heaven للمخرج Oliver Hirschbiegel. عمل يصوّر فظاعة الحروب الأهلية وأثرها العميق في النفوس.

الفيلم من بطولة ثنائي من أمهر الممثلين الإيرلنديين Liam Neeson وJames Nesbitt، ومتوج بجوائز هامة: الـBAFTA لأفضل سيناريو وجائزتي أفضل إخراج وأفضل كتابة درامية في الـSundance Film Festival للسينما المستقلة.

يتناول الفيلم مرحلتين من الزّمن، الأولى إبّان الحرب الأهلية التي شهدتها إيرلندا في سبعينيات القرن الماضي، حيث يدور النزاع بين الأحزاب الكاثوليكية وأحزاب البروتستانت. ينفّذ أحد المراهقين عملية اغتيال لأحد أعضاء الحزب الخصم أمام أنظار شقيقه الأصغر.
بعد خمسٍ وعشرين سنة، تبدأ فصول المرحلة الثانية. الشعب الإيرلندي يحاول كفكفة جراحه وطي صفحات الماضي المشين. هناك تقوم إحدى القنوات التلفزيونية باستضافة شقيق الضحية ومنفذ عملية الإغتيال في محاولةٍ من الأخير الإعتذار وطلب الصلح. فما الذي سيحصل أثناء لقاء “جو غريفين” بقاتل أخيه؟

يجسد الفيلم أعلى درجات الاضطراب النفسي بين كل الأفلام التي شاهدتها. إذ تدفعك المشاهد الصّامتة “المنخورة” بلقطات “فلاش باك” إلى أن تضع نفسك مكان شقيق الضحية. شخصية مهتزة ومتوترة تسير على خيطٍ رفيع على جانبيه مقصلة الندم وجحيم الواقع. شخصية صعبة للغاية قدمها الممثل الرائع “جيمس نيسبيت” بدقة عالية وأداءٍ واقعي، في تناسق منقطع النظير مع التصوير السينمائي الإيرلندي “المعتاد” بأسلوبه الشهير القائم على المشاهد المقرّبة والتركيز على ملامح الشخصيات.

“خمس دقائق من النعيم” يستحق المشاهدة بكل تأكيد!

Hunger

فيلم من إنتاج 2008. وهو أوّل فيلم طويل للمخرج الإنجليزي القادم بقوة Steve McQueen (réalisateur) (صاحب فيلم Twelve Years a Slave) ومن بطولة النجم Michael Fassbender.

تُوِّج الفيلم بجائزتي “الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين” (FIPRESCI Prize) و”الكاميرا الذهبية” في مهرجان “كان” 2008، إضافةً إلى نيله جائزة الـBAFTA لأفضل مخرج وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان “البندقية” الدولي.

يرصد الفيلم أحداثاً واقعية. أثارت زوبعةً سياسية في بريطانيا أوائل الثمانينات، حيث أقدم مجموعة من الشباب الثوري الإيرلندي على الإضراب الوحشي عن الطعام بقيادة Bobby Sands عضو الجيش الإيرلندي الجمهوري(IRA) في محاولة لإجبار حكومة Margaret Thatcher (رئيسة وزراء بريطانيا) على الاستجابة لمطالبهم.

الصورة من الاحتجاجات، بتاريخ ماي 1981، المصدر: irishtimes.com

عندما عُرض الفيلم لأول مرة، تسبب في صدمة كبيرة للمشاهدين والنقاد على حدٍ سواء. حيث فوجئ الجميع بدرجة “العنف السينمائي” التي ذهب إليها المخرج “ماكوين” في أول أفلامه، بمفاهيم شديدة الإزعاج على الصعيد النفسي. ورغم كلّ تلك السّوداوية فإنّ الفيلم فاضَ بمعاني المقاومة والثبات على المبدأ، موجها رسالةً قوية إلى المحتلين في كل مكان، وللمقاومين على وجه التحديد: “أن لا مجال للإستسلام مهما بدا الأمر محسوما.”

ما دمت على قيد الحياة فقاوم، حتى تموت..

تحذير: يحتوي الفيلم على مشاهد مزعجة ومقززة مع بعض لقطات للعنف الجسدي المفرط. وهو غير منصوح به للمشاهدة العائلية.

Bloody Sunday

لازلنا في إيرلندا، لازلنا نتجول وسط الثورة، المقاومة والـIRA.

“جوع” أو Hunger يتناول قضيةً قلبت الأوضاع في المملكة المتحدة رأسا على عقب أوائل الثمانينات. عندما أقدم مجموعة من الشباب المنتمين إلى الجيش الإيرلندي الجمهوري(IRA) على الإضراب عن الطعام إلى حد الموت. الفيلم وقف على مرحلة مهمّة ألا وهي المقاومة من داخل السجن، لكن دعونا نعود إلى الوراء قليلا، إلى السبعينيات، ما الذي أدّى بهؤلاء إلى السجن؟

الجواب في فيلمٍ آخر، ليس بالعنف الموجود في Hunger ولكن بأحداث واقعية تفتح الأبصار على نظرة المستعمِر للمستعمَر، نفسية هذا وذاك ، دوافعهم، صرخاتهم المتدافعة.. ودماء ذلك اليوم الذي جعل الأمور تسير على نحوٍ مختلف إلى الأبد، ذلك “الأحد الدامي”.

الفيلم بعنوان Bloody Sunday من إنتاج سنة 2002 للمخرج Paul Greengrass ومن بطولة الرائع James Nesbitt. تحفة فنية حازت على “الدب الذهبي” في مهرجان برلين السينمائي وجائزة الـBAFTA لأفضل تصوير سينمائي.

في ظهيرة يوم الأحد 30 جانفي من سنة 1972، اعترضت الشرطة وأفراد من الجيش البريطاني مسيرة سلمية أغلب أفرادها من الشباب الإيرلندي. وأمطرت المتظاهرين بوابل من الرصاص الحي، لتردي منهم ثلاثة عشر قتيلا وعشرات المصابين، في حادثة أشعلت فتيل الحرب بين إنجلترا والـIRA. لتتوالى بعد ذلك عمليات ثأرية إنتقامية حتى مطلع الثمانينات، حيث امتلأت السجون بالمعتقلين من كافة التيارات. وكانت الكارثة في إضراب عشرة من السجناء الجمهوريين عن الطعام حتى الموت (شاهد فيلم Hunger).

عنوان الفيلم تحمله أيضا الأغنية الخالدة لفرقة الروك الشهيرة U2 التي تتناول نفس الموضوع في وصف لأحداث “الأحد الدامي”. تقول الأغنية:

“نعم..
لا أستطيع أن أصدّق الأخبار اليوم
أوه، لا أستطيع أن أغلق عيني وأجعل ما حدث يغادر عقلي
حتى متى؟
حتى متى يجب أن نغني هذه الأغنية؟
حتى متى؟ حتى متى..
لأننا الليلة.. نستطيع أن نكون واحدا
الليلة..
الزجاجات المحطمة تحت أقدام الأطفال
الأجساد المنثرة عبر نهاية الشارع المسدود
لكنني لن أكترث لنداء المعركة
لن أدير ظهري وأقف مقابل الجدار
الأحد.. الأحد الدامي
والمعارك للتو ابتدأت
هناك الكثير ممن خسروا، فهل تخبرني من ربح؟
الخندق يحفر عميقا في قلوبنا
والأمهات، الأطفال، الإخوة، والأخوات، تفرّقوا أشتاتا
الأحد.. الأحد الدامي
امسح الدموع من عينيك
أنا سأمسح الدموع من عينيك
أنا سأمسح عيونك المحتقنة بالدموع
حقا نحن منيعون
عندما تكون الحقيقة خيالا والتلفزيون واقعا
واليوم تبكي الملايين
نأكل ونشرب بينما يموتون في الغد..”

رابط الأغنية

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

أيمن شلبي

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..