دين مختصر مفيد

مُختصَر مُفِيد: السّنّة والحديث الاحاد

الكاتب: موفق زريق

من خلال الحوارات مع الأصدقاء والمتابعين على شبكات التواصل الإلكتروني وفي الواقع لاحظتُ أنّ هناك خلطا شديدا بين مصطلح السنة ومصطلح الحديث مع أنّ الفارق كبير ودقيق.

السّنة:

هي لغةً، الطّريقة التي تتم بها الأشياء أو المنهاج في التّطبيق أو القانون أي أنّ السنّة هي طريقة أو كيفيّة ممارسة الأمر.

مثال: الصّلاة أقرّها الله والرّسول بيّن طريقة ممارستها. هذه الطّريقة هي السنّة العمليّة أو المنهاج. بيّن الرسول أيضا كيف نصوم، كيف نحجّ وكيف نزكي.

السنّة هنا حتما متواترة من الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم إلى جماعة المسلمين أي الصحابة، لأنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم كان يمارسها أمام جمع المسلمين وتناقلوها جيلا بعد جيل. وهذه السنة يتفق عليها كل المسلمين ولا خلاف عليها.

الحديث:

هو ليس سنّة بل رواية. ولا يمكن أن يكون سنّة لأنّ السنّة طريقة تطبيق. والحديث نوعان:

حديث متواتر:

أي رواية أو تعليم شفاهي ديني يبين فيه الرسول ويوضح القرآن. علّمه للمسلمين جماعة وتناقلوه جماعة من جيل إلى جيل وهو محدود جدا ولا خلاف عليه ويعتبر من السنة لأنّ الرسول طبّقه والمسلمون.

حديث الاحاد:

هو رواية نقلها صحابيّ واحد من الرّسول إلى آخرين. وهذا الحديث يعتبر ظنّيّا. لأنه لا يمكن أخذ الدين استنادا على رواية شخص واحد يخطئ ويصيب ويضعف ويكذب. ثمّ إنّ انتقاله من راوٍ إلى آخر عبر عشرات السنين إلى أن تمّ تدوينه بعد قرن أو اثنين أو ثلاثة!!!

الدّين لا يكون دينا إلّا إذا كان قطعيّ الورود، وحيًا من الله أو تواترا من الرسول. ومن المعروف أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم نَها عن رواية وكتابة وتدوين الحديث. واستمر الخلفاء الراشدون على ذلك حتى بعد أن تمّ جمع وتدوين القرآن إلى عهد عمر بن عبد العزيز حيث تكاثر وضع الحديث وروايته فأمر بغربلته وتدوينه.

 

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

موفق زريق

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..