دين سياسة و مجتمع سينما

فيلم “محمد رسول الله” ردّ ثقافي حضاري على الإساءة

الكاتب: حامد محضاوي
أثار الفيلم الإيراني “محمد رسول الله” مع بدايات الحديث عن تصويره موجة كبيرة من التفاعل إيجابيا وسلبيا في الأوساط الدينية والثقافية. هذا العمل أخذ صيتا وسبّب تجاذبا إعلاميا كبيرا وأصبح مدار اهتمام أهل السينما باعتبار الأخبار التي أكدت السقف العالي لقيمته المالية ولطاقمه العامل من تقنيين وممثلين ولأهمية الموضوع خاصة. حيث أنّ تصوير فيلم يروى جزءا من حياة النّبي ليس بالأمر المتكرر في السينما، ومع تفرعات الحديث عن آليات تجسيد صورة النبي وحقيقة الرواية التاريخية يتكاثف التجاذب والتباين في المواقف. هذا العمل قام بالإشهار لنفسه بنفسه عبر أهمية الموضوع المطروح وبقي المتفرج في انتظار العرض الرسمي له حتى تزول عنه الغشاوة ويطالع مآلات هذا الحدث الثقافي الكبير.
إنّ وضع هذا الفيلم في إطاره الزمني الحالي والجغرافي الراهن وما يدور في المنطقة يجعلنا نرى فيه نقطة ضوء كبرى، ذلك أنّ الفيلم يمثّل ردة فعل ثقافية إبداعية تجاه الإساءات المتلاحقة للنبي (ص) و للإسلام عموما. هذا التوجه الفني في الرد على هذه التجاوزات يمثل بديلا حقيقيا لتغيير نظرة الآخر غير المسلم نحونا. تعودنا من خلال عديد الإساءات المتلاحقة وآخرها الصور المسيئة للنبي (ص) في شارلي ابيدو الفرنسية على أن تكون ردود الفعل عفوية و متشنجة، سقطت عدة مرات في العنف وبروز دعوات للإستئصال والتكفير والقتل. هذا توجه خاطئ لا يمكن أن يكون واجهة لصد الإساءة عن الإسلام و النبي(ص)، بل هي ردود تفتح الباب فقط لتكاثر الآراء الرجعية واستقطاب الشباب إلى التنظيمات الإرهابية على قاعدة الدفاع عن الدين و رسول الله (ص). إن هذه الردود الغاضبة لا يمكن أن تؤسس لمشروع فكري ثقافي قادر على مواجهة الأجندات المسيئة للإسلام والتي تعمل على تحويل المسلم إلى مجرد إرهابي رافض للحياة و الجمال و الإنسانية، على العكس من هذا -كما ذكرنا- هي تحوّل الرّدّ إلى فعل عكسي يؤكد السلبية والغلو والتصادم الفاقد لأي معيار منهجي في رد الإساءة.
مخرج "محمد رسول الله"(ص) يستعد لتصوير جزئيه الاخرين
إنّ هذا الفيلم يمثل صورة راقية عن الرد الثقافي الإبداعي الحامل لمشروع مقاومي لدحض التجاوزات و الإساءات المتكررة في حق النبي(ص). إن العملية الثقافية الملتزمة بقضايا الأمة و المنخرطة في إطار مشروع حضاري متكامل هي القاطرة الحقيقية التي تجر الأفكار نحو التلاقي والتمازج واحترام التعايش المشترك، وتؤسس لتلاقح الحضارات لا إلى تصادمها و تبني مناخا عالميا إنسانيا خاليا من التطاحن والتقاتل. في هذا الإطار، نحاول تقديم وتعريف القارئ بهذا الفيلم الحدث.
إقبال جماهيري
انطلق  عرض فيلم “محمد رسول الله” يوم الخميس 27 اوت 2015 في إيران بحضور جمهور كبير وأمام شبابيك مغلقة بعد نفاذ التذاكر قبل يوم من العرض. اشتمل الحضور الجماهيري على فئات متعددة شيوخا وشبابا وكهولا، كما تواجدت وجوه سياسية ومسؤولون و مثقفون إيرانيون.  عرض الفيلم في إيران تزامن مع عرضه في مهرجان مونتريال السينمائي في كندا. هذا وسيتواصل عرض الفيلم الذي يدوم ساعتين تقريبا في 143 دار سينما في إيران. وسيكون في ثلاث نسخ فارسية وعربية وانجليزية لضمان إنتشاره وبلوغه أكبر نسبة مشاهدة في العالم. هذا العمل الذي يعد أضخم إنتاج فني إيراني بلغت تكلفة إنجازه أكثر من 40 مليون دولار بدعم جزئي من الحكومة الإيرانية. وقد وقع تصوير أغلب مشاهده في إيران، حيث وقع بناء مدينة سينمائية ضخمة جنوب شرقي طهران معدة بديكورات ومجسمات للمجتمع والحياة في مكة والمدينة آنذاك، كما وقع تصوير بعض المشاهد في جنوب إفريقيا و المغرب.
قصة الفيلم رمزيتها
خلال مؤتمر صحفي لمخرج الفيلم مجيد مجيدي أكد بأن الفيلم يرد على سؤال “ما هي ضرورة مجيء الاسلام؟” ويعالج مرحلة العصر الجاهلي قبل مجيء الإسلام حتى ولادة الرسول محمد وحياته وسفره في سن 12 عاما برفقة عمه أبي طالب الى الشام، وبعد وصولهم إلى الراهب المسيحي بحيرا تنتهي القصة، حيث يبشّر الراهب أبا طالب بنبوة ابن أخيه محمد. وأضاف: “هذه حقبة لا خلاف حولها بين أبناء مختلف المذاهب الإسلامية ولذلك فأنا متأكد أنّ عرض الفيلم يؤدي الى وحدة العالم الإسلامي”. وأضاف مجيدي حول الضجيج المفتعل بشأن هذا الفيلم الذي اعتبره وجهات نظر متسرعة، قال: “إنّنا أغلقنا الطريق أمام آية شبهة. من جهة أخرى اخترنا حقبة من تاريخ حياة النبي الأعظم التي سبقت الولادة وإلى مرحلة الطفولة وبدايات الشباب لنعالج مبدئيا موضوع ظهور الإسلام.

مشهد من الفيلم: سارة بيات في دور مرضعة النبي السيدة حليمة السعدية، ومينا ساداتي في دور السيدة آمنة بنت وهب أمّ النبيّ الكريم.

وأكد مجيدي في ذات السياق أنه استفاد في إنتاج  الفيلم من كتب التاريخ الإسلامي، انطلاقا من تاريخ ابن هشام ومرورا بتاريخ الطبري وكافة النسخ التاريخية الأخرى التي دونت في هذا المجال. وفيما يخص السيناريو الذي شارك في كتابته مجيدي بمعية كامبوزيا برتوي وحميد أمجد فقد انتهت مسودته خلال ثلاث سنوات. وتم إقرار السيناريو من قِبل فريق من المؤرخين والباحثين في السنة النبوية الشريفة. هذا وتمت ترجمة الوثائق التاريخية للأحداث بمساعدة فريق آخر شارك فيه عدد من رجال الدين من دول عدة مثل إيران والمغرب وتونس ولبنان والعراق والجزائر. ويقول مجيدي “لسوء الحظ لا توجد مصادر شاملة كاملة حول طفولة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما المصادر المتاحة تحوي بعض البيانات المتكررة والمزيفة”.
طاقم فني ضخم و محترف وتقنية عالمية
بحسب الوكالات الإيرانية يعتبر فيلم “محمد رسول الله” أهم وأضخم عمل سينمائي في إيران. شارك في إخراج العمل حوالى 300 شخص وقد شمل مشاركة معظم الفنانين الإيرانيين حيث وقع توظيف 400 ممثل في أدوار رئيسية و6000 في أدوار ثانوية. ومن أهم وجوه التمثيل في إيران المشاركة في العرض نجد علي رضا شجاع‌ نوري في دور سيدنا عبدالمطلب، ومهدي باك دل في دور عم النبي سيدنا أبو طالب، وسارة بيات في دور مرضعة النبي السيدة حليمة السعدية، ومينا ساداتي في دور السيدة آمنة بنت وهب والدة نبينا الكريم، وداريوش فرهنج في دور أبي سفيان، ورعنا آزادي في دور‌ أم‌ جميل، وحميد رضا تاج ‌دولت في دور سيدنا حمزه، وصادق هاتفي في دور الراهب  بحيرا، ومحمد عسجري في دور أبو لهب، وبانتهآ مهدي ‌نيا في دور فاطمه بنت أسد والدة الإمام علي بن أبي طالب، ومحسن تنابنده، هدايت هاشمي و نجار عابدي.
7

مهدي باك دل في دور عم الرسول (ص) أبو طالب

إلى جانب الطاقم الفني المحترف اختار مجيد مجيدي في الناحية التقنية وجوها عالمية من أجل توفير أكبر ضمانات النجاح والانتشار للعمل، وقد اختار في هذا الصدد المصور  العالمي المعروف الايطالي فيتوريو اسطورارو كمدير للتصوير. وقال الإيطالي الحاصل على ثلاث جوائز أوسكار في لقاء له نشرته مجلة Movie Maker السينمائية حول انضمامه إلى المشروع السينمائي الإيراني الكبير: “في سنة 2010 عملت مع المخرج الجزائري رشيد بن هادي في عمل سينمائي جزائري، ولغرض أن أتعرف على الإسلام أكثر شرعت بقراءة كتاب عن حياة الرسول محمد، وما أن اتممت الكتاب، وكما في الأحلام، تلقيت رسالة الكترونية مضمونها، هل أنت راغب بالعمل في إنتاج الجزء الأوّل من ثلاثية سينمائية عن حياة الرسول محمد؟ ومن ثم جرى اللقاء بين أسطورارو من جانب والمخرج مجيدي والمنتج مهدي حيدريان من جانب آخر في روما يونيو سنة 2010.
ومن ضمن فريق عمل الفيلم، الحاصل على الأوسكار في المؤثرات البصرية عن فيلم “باب” لسنة 1996 وهو سكارت اي اندرسون، وقد تولى مهمة صنع المؤثرات البصرية لمشاهد هجوم أبرهة الحبشي في الفيلم. لـسكارت اي اندرسون أعمال في المؤثرات البصرية للأفلام مثل “مغامرات تن تن” و”ترميناتور 2″ و “البوابة التاسعة” و”كينج كونج” و”العظام المحببة”. وضم فريق عمل مجيدي ملجن كركاك كاكوف تيس الحاصل على جائزة سيزار و المرشح لعدة جوائز أخرى وهو مصمم ديكور ومشاهد معروف عالميا. إضافة إلى هذه الأسماء نشير أيضا إلى أن مجيد مجيدي مخرج العمل يعتبر أيضا من المخرجين الأكفاء و صاحب تجربة إبداعية كبرى، حاصل  على جوائز عدة وطنية ودولية ومن أبرزها عن فيلمه “أبناء الجنة”. وقد رُشّح في وقت سابق لنيل جائزة أكاديمي عام 1998 لأفضل فيلم بلغة أجنبية و في رصيده قرابة 70 فيلما في أنواع سينمائية مختلفة.
0011giio

شجاع‌ نوري في دور جدّ النبيّ عبد المطلب

الرد على نقد المؤسسات الدينية
كما ذكرنا في بداية هذه السطور لقي الفيلم معارضة قبل عرضه حتّى، وهي أمور أصبحت مألوفة مع كل عمل يهتم بالمقدس من طرف جهات معلومة. و بالوصول إلى فيلم “محمد رسول الله”، تواترت ردود الأفعال الدينية حيث عبّرت الخارجية السعودية عن رفض هذا المشروع، في بدايات الحديث عن إنتاجه سنة 2012. الأزهر بدوره تحرك سريعا في ظل توارد المعلومات حول نية إيران في إخراج شخصية النبي محمد مجسدة في صورة عمل فني ما استدعى خروج فتوى من وكيل الأزهر الشريف الشيخ الدكتور، عباس شومان، حول الحرمانية الشرعية لتجسيد شخصيات الأنبياء في الأفلام والمسلسلات والأعمال السينمائية. كما أكد المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي خلال دورته العشرين المنعقد بمكة تحريم تصوير النبي محمد (ص) وسائر الرسل والأنبياء عليهم السلام والصحابة رضي الله عنهم، ووجوب منع ذلك. و غيرها من ردود الفعل المسبقة حيال هذا الفيلم.
في تصريحات له ردا على هذا الموضوع أكد مجيد مجيدي أن الفيلم لم ولن يتضمن أي مشاهد تظهر ملامح الرسول الكريم (ص) معتبرا أن هذا الأمر محض إشاعة، مشيرا إلى أن وجه الشخصية التي تسجد الرسول الكريم لم يتم تصويره، لكن يظهر جسمه وحركته وتنقله حيث تحرص الكاميرا على أخذ زوايا جانبية ومن خلف ظهره. بدورهم قام بعض المثقفين العرب برفض هذه القراءات الدينية حيث أكد الدكتور عبد المنعم تليمة، أستاذ الأدب والنقد العربى بجامعة القاهرة، أن عرض فيلم “محمد رسول الله” سيصنع أزمة بين صغار الفقهاء فى الجانبين السنى والشيعى، هذان الجانبان اللذان يستندان فى فتواهم على قائمة من التحريم والتجريم والمصادرة. بينما لن يحدث أى صراع سياسى أو دينى على مستوى الدول الكبرى، إنما الصراع محصور فقط بين الفقهاء الصغار، والسّاسة الصغار أيضا.
resized_492423_737
وقال الدكتور عبد المنعم تليمة، لـ”اليوم السابع”: “فى تقديرى فإن ظهور النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى فيلم سينمائى سيكون مجالا يجعل كل أطفال المسلمين فى العالم يحبونه جدًا، ويقتربون منه، لأنه فى الأصل بشر، يبتسم ويعمل، يأخذ ويعطى، ويستهلك، مشيرًا إلى أن مخرج العمل لم يُظهر وجه النبى صلى الله عليه وسلم فى الفيلم، وهو شىء يدعو لعدم الاعتراض على الفيلم.
من جهته أكد الكاتب الصحفى صلاح عيسى، أنّ قضية عرض الأفلام السينمائية التى تتعرض للأنبياء محل جدل منذ زمن، وهناك دائمًا موقف محدد من الأزهر والسعودية فى رفض هذه الأفلام، ولذلك فليس غريبًا أن تعترض السعودية والأزهر على عرض فيلم “النّبى محمّد” فى إيران.و أضاف الكاتب الصحفى صلاح عيسى، فى تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”، أن المشكلة هي أن هذه الجهات ترفض عرض الأفلام دون رؤيتها، كما حدث فى فيلم “الرسالة” حيث اعترض عليه الأزهر، والسعودية، ولكن حين عُرض بعد ذلك تبين أنه لم يكن فيه تجاوز فى أى شىء. و أوضح الكاتب صلاح عيسى، أن هذه القضايا محل جدل لأنها من المسائل الفقهية المستحدثة، وقد تتعدد فيها الآراء وتختلف، مشيرًا إلى أن الاعتراض من بعض الجهات هو اعتراض قائم من حيث المبدأ، وهذا المبدأ بدأت تتباين فيه الآراء، كما رأينا فى دول الخليج حين عرض مسلسل عمر بن الخطاب، وعرض يوسف الصديق، وغيرها.
 رد ثقافي حضاري على الإساءة للرسول
اعتبر وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني السابق، محمد حسيني، في تصريحات لوكالة “فارس” الإيرانية، أن فيلم “محمد رسول الله” سيشكل ردا مفحما على الغرب، متوقعا أن يطلق الفيلم فصلا جديدا من الإقبال الغربي والأوروبي على الدخول في الإسلام. وقال حسيني إن الفيلم الذي ينتجه المخرج الإيراني، مجيد مجيدي، يعتبر من الإنجازات القيمة للجمهورية الإيرانية”، داعيا إلى استمرارية الأعمال التي على غرار فيلم “محمد رسول الله”، مشيرا إلى أن مثل تلك الأعمال من شأنها أن تحدث ميولا نحو الإسلام في قلب أوروبا. وكان وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني، علي جنتي، قال إنّ فيلم “محمد” أفضل فيلم تمت صناعته في إيران خلال 35 عاما، إذ يعتبر أن لا مثيل له في المضمون والمحتوى بالإضافة إلى الحرفية والفنية، وهو مطابق للتاريخ الإسلامي.
téléchargement
وحول الأسباب التي دفعته لإنتاج هذا الفيلم قال المخرج مجيدي في مؤتمر صحفي:”هناك نوع من العناد والمناهضة للإسلام بدأت في الغرب في العقود الماضية وبلغت ذروتها في الإساءة لقدسية الرسول بنشر الرسوم الكاريكاتورية والأفلام المسيئة له عليه الصلاة والسلام، كما كانت هناك قراءات خاطئة عن الإسلام وتم تقديم صورة عنيفة ومشوهة عن الإسلام وبالتالي تمّ ربطه بالإرهاب والحرب وإراقة الدماء”. وأضاف المخرج الإيراني:”من المؤسف أنه تم ترسيم نظرة راديكالية عن الإسلام، تلك النظرة التي اعتمدت في قراءاتها على الجماعات المتطرفة والقاعدة والذين شوهوا صورة الإسلام الحقيقي السمح. ولذلك فإن الغرب أخذ هذا الجانب الخاطئ وتجاهل الإسلام الحنيف الحقيقي الذي ليس له علاقة بالإسلام الطالباني”. وختاما قال مجيدي: “إنني بذلت قصارى جهودي في هذا الفيلم لتقديم صورة حقيقية عن الإسلام ونبي الرحمة.

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

حامد محضاوي

تونسي، حاصل على الإجازة في الآداب و الحضارة العربية. نشرت له نصوص أدبية وفكرية و صحفية في:
-صحيفة كاسل جورنال الدولية الإلكترونية
-صحيفة الأنباء العربية الإلكترونية
-صحيفة أخبار الوطن الفلسطينية الإلكترونية
-صحيفة خبركم العراقية الإلكترونية
-صحيفة الإسماعلية برس المصرية الإلكترونية
-موقع ساسة بوست
-صحيفة مننكس الإخبارية تونس
-صحيفة العطوف تونس
-صحيفة تونس الخضراء
-صحيفة اليوم الإلكترونية
-صحيفة الإعلان الجديد الورقية
-صحيفة تونس الإخبارية الإلكترونية.

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..