ترجمة علوم

رجل الغابة : الهنديّ الذي أنشأ غابة أكبر من سنترال بارك/نيويورك

الكاتب: نهى سعداوي

” الكلّ حيوانات بما في ذلك البشر، هم فقط حيوانات تلبس ثيابا. وإن كان هناك وحوش على الأرض فالبشر هم الوحوش، يستهلكون كلّ شيء حتّى ينفذ. ولا شيء بمأمن من يد البشر.” ياداف باينج

 منذ العام 1979، حين كان يبلغ م العمر 16 سنة، غرس رجل واحد غابة كاملة بمساحة تقدّر بـ 550 هكتارا أي مساحة أكبر من سنترال بارك في نيويورك، ولا يزال. قام ياداف باينج بتشجير جزيرة مهجورة في الهند هي اليوم أكبر من “سنترال بارك”. إاليكم قصّة الرّجل الذي يُطلق عليه اسم ” رجل الغابة “.

في شمال الهند، قرب نهر براهمابوترا، تقع جزيرة ماجولي، وهي عبارة عن كثيب رملي عملاق. كانت ماجولي واحدة من أكبر الجزر النهرية في العالم، وهي دون شك الأكبر في جنوب شرق آسيا. وهي تضم حوالي 150,000 ساكن. في هذه الجزيرة أيضا تقع غابة مولاي، وهي واحدة من الغابات الأكثر غرابة في العالم، فقد قام بغراستها رجل واحد. فمنذ عام 1979، كرّس باينج ياداف -رجل الغابة- حياته لزراعة الأشجار في الجزيرة، وإنشاء غابة أكبر من الحديقة المركزية في نيويورك.

في حين تضم الجزيرة عددا لا بأس به من السكان، خفّض الانجراف السريع على مدى القرن الماضي مساحة جزيرة ماجولي إلى النصف. يعود هذا التآكل إلى بناء سدود في البلدات المجاورة على الضفتين لمنع الفيضانات المتكررة للنهر خلال الرياح الموسمية. وإذا تواصل الأمر بهذا المعدل دون أن يتم عمل شيء، يمكن أن تختفي الجزيرة خلال 15/20 سنة. حفّز الوضع الكارثي باينج ياداف فغرس الآلاف والآلاف من النباتات والأشجار، بما في ذلك 300 هكتارا من الخيزران.

نتيجة الفيضانات سنة 1979، مئات الثعابين المائية في الجزيرة ماتت من الجفاف. قال ياداف لـ Times of India (يوميّة هندية تصدر باللغة الإنجليزية) أن هذا الحدث مثّل نقطة تحوّل في حياته: “لم يكن هناك أشجار لحماية هذه الثعابين. جلست وبكيت. ثمّ اتصلت بوزارة الغابات، وطلبت منهم إذا كان بإمكانهم زراعة الأشجار. فأجابوني بأن لا شيء ينمو هناك ونصحوني بزراعة الخيزران. كان من الصعب القيام بذلك ولكنّي فعلت، بمفردي.” بدأ بتشجير هذه الجزيرة الصحراوية طيلة الثلاثين سنة التي تلت ذلك.

عَمَلُ باينج حصّن الجزيرة إلى حد كبير، كما وفّر مأوى للعديد من الحيوانات المهددة بالانقراض التي عادت للعيش في المنطقة: قطيع يتكون من حوالي مائة من الفيلة التي أنجبت أكثر من عشرة صغار منذ ذلك الحين، نمور البنغال، غزلان، وحيد القرن وفصيلة من النسور التي لم تُشاهد في الجزيرة منذ أكثر من 40 عاما. هذه المبادرة تعطي قليلا من الأمل لعالمنا، أليس كذلك؟

هذه القصة ظلت مجهولة دون أن يلاحظها أحد حتّى جذبت انتباه المخرج وليام دوغلاس ماكماستر الذي كتب في الآونة الأخيرة ونفّذ هذا الفيلم الوثائقي الجميل بعنوان “رجل الغابة”. وقد تمّ تمويل المشروع جزئيا السنة الماضية بفضل منصة كروودفوندينج Kickstarter.

شاهد الفيلم القصير ” رجل الغابة ” الذي فاز بعدّة جوائز عالميّة. تبلغ مدّته ستة عشر دقيقة:

المصدر

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

نهى سعداوي

تونسيّة، متحصلة على الماجستير في اللسانيات الانجليزية. مهتمة بالترجمة ودعم المحتوى العربي. هاوية كتابة. مناصرة للقضية الفلسطينية، لقضايا العرب والمسحوقين أينما كانوا.

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..