أدب وثقافة

خاطرة على عجل.. عن الشّعر والموسيقى والحبّ

عليّ الآن أن أشدو بآلام شديدة

وأن ينساب شعري ليملأ النشيد العشرين

من كتاب ” الجحيم ” كتاب الأرواح المعذبة

الرؤية مكشوفة

 بوضوح أراها

حتى أعماقها: هوة مهجورة تستحم

بدموع الحيارى المعذّبين

الذين يطوفون حول دائِرة الهوّة بخطوات

كخطوات المواكب الابتهاليّة البطيئة

يدورون ويدورون بنحيب صامت.

هكذا تبدأ أنشودة دانتي العشرون في “ الكوميديا الإلهيّة “. عندما نتحدّث عن الشِّعر، نحن بصدد الموسيقى أيضا. حين بدأ أوّل بشريّ في نقر إحدى المسطّحات ووجد ضالته في تكرار النقرّة والتلاعب البسيط بأزمنة الصمت ما بينها. كان حزينا، لا بدّ.. ووحيدا. بائسا كان، يحاول أن يوصل النداء لأقرانه المختبئين حتّى لا يتركوه هكذا.. بلا أمل و ينكروه .

وحين نتراقص في إحدى الحفلات الصاخبة وتهتزّ أجسادنا بلا رويّة ولا رؤية كمذبوحين منتشين بالانطلاق الحرّ من قيود نعرفها ولا نعرفها. وتغمرنا الرغبة المجنونة في التلامس وإطلاق اللعنات في أجسادنا الواحد تلو الآخر، فنحن لا نختلف كثيرا عن هذا البائس البدائي.

الموسيقى والشِّعر فنون البدائيّة، فنون التوحش في الرغبة والصفاء في الإرادة والامتلاء بالحياة بعشوائيّة، وإدراك متكامل بأنّ اللحظة الحاليّة بكل ما تحمل من الخطر واحتمالات البهجة هي كل ما نملك.

كذلك الحب، حين نلتقط البدايات على شفاهِ الحبيبة وتغيم أعيننا من الرغبة. لا ندري أيّ قِطعة من جسدها نبدأها بالالتهام. هى موسيقى الحياة بكلّ جبروتها، تنقر على قلوبنا تماما كذلك البدائي البائس !

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

محمود السعيد

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..