أدب وثقافة

فقيرٌ ولكن..

فقيرٌ ..
ولكنَّ فقرِي يُعلّمُنِي
كيفَ لاَ أغمسُ الخُبزَ
إلّا بصحنِ الكَرامَةْ..
وألّا أذُوقَ الثمارِ التِي
عندَ جارِي البخيلِ ..
لأنَّ اشتهاءَ الذِي
ليسَ لِي يا فتاتِي..ندَامَةْ
وألّا أراكِ تمُرّينَ حذوِي معَ آخَرٍ
دُونَ أنْ تأبهِي لِي
سوَى إنْ تمنيّتُ حظًّا سعيدًا لهُ ..
عادَةً يعثُرُ الكلبُ
بعدَ انصرافِ الشباعَى
علَى وجبةٍ فِي القُمامَةْ..
وإنْ قُلتِ لِي حينمَا
نلتقِي صُدفَةً فِي الطَرِيقِ
لماذَا تُحَدِّقُ في الغيمِ؟
هلّا نظرتَ إليَّ !
أجبتُ :
لأنَّ حبيبَةَ قلبِي..حمامَةْ..
وإنْ قُلتِ لِي إنَّكِ
لستِ مسكُونة بالظُنُونْ..
وأنَّكِ لاَ تذكُرِينَ الذِي
كانَ فِي سنواتِ الجُنُونْ..
سأسألكِ دُونَ خُبثٍ :
إذَنْ ما أراهُ علَى ماءِ عينيكِ
مَاذا يَكُونْ..؟
وإنْ قُلتِ لِي
لاَ تُحدِّث بماَ كانَ بيني وبينَكَ..
إنّي أريدُ السّلامَةْ..
سأخبرُكِ أنّكِ لا تستحِقينَ مِنْ شاعِرٍ
أنْ تَكُونِي كلامَهْ..
إذا اصطادَ صيادُ ريمٍ غُرابًا..
سيبكِي سهامَهْ ..
فقيرٌ..
ولكنّني لستُ ممّن إذا لمْ يجِدْ حُلمًا
فتحَ البابَ
كيْ تدخُلَ الذِكْرياتُ الذَبالَى
منامَهْ..
ولا كُنتُ ممّنْ إذَا اخْتارَ شيئًا ترجَّى ..
أنا ثَائرٌ لاَ يُهادِنُ حِزْبَ النعَامَةْ..
وإنْ قلتِ لِي بيننَا اللَّهُ
فلتعلمِي أنَّ صبرِي قليلٌ،
وأنّي القيامَةُ من قبلِ يومِ القيَامَةْ..
ولا تحسبِي أنّ فقرِي معيبٌ..
أنا لُغتي ثروتِي دولتِي كَونِي العاطِفيُّ ردائِي بُكائِي..
سماواتُ حُلمِي ،
وأنتِ كعابِرةٍ لستِ إلّاَ غمَامَةْ
ولاَ دورَ لي غيرَ أنْ أنصفَ العاشِقينَ
الذِينَ يَذُوقونَ مُرًّا مِنَ الخائِنينَ ..
لأنَّ انتصارِي لقلبٍ بَرِيءِ
..شهامَةْ.
أناَ آسفٌ
فالشهامةُ لاَ تُشترَى يا فتاتِي
منَ السُّوقِ مثلَ العِمامَةْ..

 

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

نضال السعيدي

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..