سينما

5 أفلام حرب عليك مشاهدتها!

الكاتب: أيمن شلبي

1- Hôtel Rwanda/نزل رواندا:

الفيلم للمخرج Terry George ومن بطولة الممثل الرائع Don Cheadle. تمّ ترشيحه لثلاثة جوائز أوسكار مع عدة تتويجات عالمية أخرى. يجسّد الفيلم قصّة حقيقية تدور أحداثها فى رواندا سنة 1994، التي مرت فيها البلاد بأحداث وحشية نتيجة للحروب الأهلية التي دارت بين قبيلتي -الهوتو- و -التوتسي- (إحدى مخلّفات الاحتلال البلجيكي). استمرت أعمال العنف و التقتيل لمدة 100 يوم. قُتل خلالها حوالي مليون رواندي من الطرفين. في وسط تلك الإبادة الجماعية يلعب -Don Cheadle- دور رجل بسيط يشغل وظيفة مدير فندق -Milles Collines- في العاصمة الرواندية كيغالي. يحاول من خلال مركزه في المدينة تأمين حياة أكبر عدد ممكن من النساء والأطفال داخل الفندق وسط عجز قوات حفظ السلام أو ما يسمى “القبعات الزرقاء” عن وضع حد للمأساة.

الفيلم من أجود أنواع التراجيديا التي شاهدتها على الإطلاق، لما فيه من أحداث مأساوية موجعة، هو بمثابة إحياء لذكرى المجازر التي حصلت والأنفس التي أزهقت بكل ما للوحشية من معنى. الفيلم مشوق وحركي، غلب عليه الطابع الإفريقي وبان فيه إلقاء اللوم على الاحتلال البلجيكي الذي أدت عنصريته تجاه -الهوتو- إلى انتقامهم من القبائل الأخرى التي كانت مفضلة عند البلجيكيين في فترة سيطرتهم على رواندا.

السيد Paul Rusesabagina مدير نزل بسيط، أنقذ حياة أكثر من 1200 شخص .. فقط “ببعض الكلمات” !

2-  Miracle at St. Anna/معجزة في سانتا آنّا:

العنصرية ، الفقر والجريمة وصفة متكاملة للفت اهتمام المخرج الأمريكي Spike Lee . قضايا لا تغيب أبدا عن أفلامه ، وجدها ثلاثتها في رواية للكاتب James McBride، اقتبسها وصورها بأسلوبه المعتاد، ولكن في صنف خارج عن المألوف. “معجزة في سانتا آنّا” فيلم عن الحرب العالمية الثانية اشترك في إنتاجه إيطاليا وأمريكا، تم عرضه في 2008 من بطولة ثلة من النجوم الأمريكيين والإيطاليين.

في 1944 إبان الإجتياح النازي لشمال إيطاليا، يحاول ثوار إحدى القرى التوسكانية مقاومة الجنود الألمان والدفاع عن قريتهم “سانتا آنا” ، بينما في الجانب الآخر يحتدم الصراع بين قوات خاصة أمريكية وقوات ألمانية. يضطر أربعة جنود أمريكيون سود للاختباء بسانتا آنا ويشاركون ثوار المنطقة حركة المقاومة.

يحاول سبايك لي لفت أنظار المجتمع الأمريكي إلى ما قدمه الجنود “من أصل إفريقي” من تضحيات خلال الحروب الأمريكية. ورغم أن الفيلم لم يلاقي النجاح الجماهيري المنشود، إلا أنّه عملٌ جيد عموما، لما أضافه المخرج من جانب حركي أثناء المعارك مع المشاهد العاطفية والمسلية واللمسة الفنتازية الأخيرة التي تقلب السيناريو من الرتابة والطول إلى المفاجأة وإبهار المشاهدين بنهاية غير متوقعة.

3-  Pan’s Labyrinth/متاهة بان:

في فيلم The Pianist وجد العازف “شبيلمان” ملاذه في موسيقاه التي تداعب أصابعه ولم تنقطع في مخيلته. في فيلم Les Faussaires رأى السجين “سوروفتش” سبيل الخلاص في رسوماته التي وضعت بين يديه خيط النجاة، أما في فيلم Life is Beautiful فقد تمكن “غويدو” من أن يهب ابنه “جوشوا” الحياة فقط ببعض الكلمات المضحكة وبعض الفكاهة. ذلك هو حال الحروب، أن تنتصر عليك في أمورك المادية، لهو أمر بديهي ، ولكن لا مجال لأن تسمح لها بأن تطفئ في نفسك بصيص الأمل.

“متاهة بان”، إنتاج مشترك بين المكسيك وإسبانيا للمخرج المكسيكي العبقري Guillermo del Toro. أُنتج الفيلم سنة 2006 وتم تتويجه بأكثر من تسعين جائزة عالمية أهمّها ثلاث جوائز أوسكار منها “أفضل تصوير سينمائي” وترشيح للسعفة الذهبية في Cannes 2007 وجائزة “الروح المستقلة” وهي جائزة مخصصة للأفلام الناجحة التي لم تتجاوز كلفة إنتاجها 20 مليون دولار.

يمزج الفيلم بين التاريخ و الخيال من خلال فتاة صغيرة تعيش في إسبانيا في أربعينيات القرن الماضي، المرحلة الأولى لحكم الجنرال فرانكو و الفاشية الإسبانية. تنتقل “أوفيليا” للعيش عند زوج أمها الضابط الشرير “فيدال”، حيث تعيش المنطقة حربا طاحنة بين الثوار والجيش الفاشي، وفي وسط تلك الظروف القاسية تكتشف “أوفيليا” عالما موازيا من خلال كتاب عن قصص الخيال للهروب من الواقع المرير.

فيلم متقن بكلّ المقاييس، بسيناريو أصلي وإخراج من أجمل ما يكون للمكسيكي Guillermo del Toro الذي تمكن من إقحام الفنتازيا داخل فيلم تاريخي دون أن يفسد سياق الأحداث، إضافةً إلى تصوير سينمائي عبقري. رافق كل ذلك موسيقى تصويرية ساحرة، معزوفة Lullaby للموسيقار الإسبانيJavier Navarrete زادت الفيلم جرعة مؤثرة من العاطفية.

4- The Counterfeiters/المزوّرون:

“الحياة مقابل الخيانة” معادلة يعيشها بعضنا كل يوم، مستاءً كان أو لا مباليا، بينما يمارسها البعض الآخر مضطرا أو باحثا عنها لغرض من الأغراض.

الفيلم النمساوي “Die Falscher” للمخرج Stefan Ruzowitzky في أنجح ما قدّم خلال مسيرته. عمل من بطولة Karl Markovics فاز بأوسكار أفضل فيلم أجنبي في 2008. مستوحى من أحداث حقيقية في حقبة ألمانيا النازية، تحكي قصة إمبراطور التزوير Sorowitsch، سجين يهودي عند الـجيستابو/Gestapo يتم استغلال موهبته في التدليس من قبل الألمان في مهمة سرية تهدف لتدمير اقتصاد الحلفاء بدءا ببريطانيا، في أكبر عملية تزوير عملة على مرّ التاريخ. الداهية Sorowitsch لم يخدم سجّانيه الألمان فقط، بل يقوم بعمل غير متوقع، غيّر مجرى حياته إلى الأبد.

الفيلم يعرض صراعا شرسا بين وحشية النازية والموهبة البشرية. قصّة، أحداثها مؤثّرة تطرح صور الوجود الإنساني والتشبث بالحياة مع الاحتمال الوشيك للموت في كلّ مرّة، إحساس بقرب النهاية بين لحظة وأخرى وسط تساقط الأنفس من حولك. الأداء التمثيلي ممتاز جدّا جدا، خاصّة Karl Markovics الذي قدم دور العمر بطابع تراجيدي مذهل!

5- Das Boot/القارب:

المكان: أعماق المحيط الأطلنطي
الزمان : أثناء الحرب العالمية الثانية

عن رواية “القارب” للكاتب الألماني Lothar G. Buchheim ، اقتبس المخرج Wolfgang Petersen أحد أجمل القصص السينمائية. الفيلم من بطولة النجم Jürgen Prochnow. ملحمة سينمائية من إنتاج سنة 1981 تمّ ترشيحها لستة جوائز أوسكار.

عن الصبر والتضحية، صوّر Wolfgang Petersen تلك المغامرة القاسية التي خاضها مجموعة من الجنود الألمان على متن الغواصة U-96 للتصدي للسفن الحربية البريطانية. تضيع كل الإشارات وسط المحيط للاتصال بألمانيا فيضطر الربان “ليمان” إلى التوجه بالغواصة نحو إيطاليا مرورا بمضيق جبل طارق وسط حصار الغواصات البريطانية والسفن الإسبانية.

“القارب” فيلم رائع بكل المقاييس. إخراج وتصوير من أجمل ما يكون. موسيقى ومؤثرات صوتية تضفي على الأحداث جوا من الغموض. سيناريو مشوق جدا بنهاية غير متوقعة. على موقع IMDb يحتل الفيلم المركز 70 بين أفضل 250 فيلم في التاريخ، أضعه في مرتبة أهم نظرا لعوامل الإنتاج الصعبة في الثمانينات خصوصاً في ألمانيا الغربية.

 

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

أيمن شلبي

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..