سياسة و مجتمع

جوعنا من فرزكم الأمني

دخل 28 عنصرا من قدماء الإتحاد العام لطلبة تونس في إضراب جوع منذ يوم 17 ديسمبر 2015، في مقر الإتحاد بباب الخضراء بالعاصمة من ضمن مجموعة الـ509، التي أشرفت  اللجنة الوطنية لإنصاف قدماء الإتحاد العام لطلبة تونس المفروزين أمنيا، على جمعها وتبويبها قبل أن يتمّ تكليفها من قبل الأمينين العامين لاتحاد الطلبة واتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل، وخوضها للعديد من المحطات النضالية بعد إيداعها الملف لدى رئاسة الحكومة ووزارة العدل ومجلس الشعب.

صمود المضربين منذ 17 ديسمبر حتّى حدود هذه اللحظة قوبل بمساندة شاسعة من قبل السياسيين والشعراء والمسرحيين والحقوقيين والجامعيين، كما حضي باهتمام رجال الإعلام في الصحافة المكتوبة والالكترونية والقنوات التلفزية حدّ السواء. في المقابل يفيد التقرير الطبّي بأنّ الحالة الصحّية لأغلب المضربين بدأت في التدهور، إلا أنّهم رفضوا رفضا قاطعا حلّ إضرابهم أو تعليقه مادام ليس هناك من حلّ إلى حدّ الآن لملفّهم.

لم يكتف المضربون بالجوع فقط، إنّما كانت لهم مسيرة حاشدة من باب الخضراء مرورا بشارع مدريد فشارع باريس وصولا إلى شارع الحبيب بورقيبة أمام المسرح البلدي، رفعوا فيها شعارات عديدة هي نفسها شعارات 17 ديسمبر المطالبة بالتشغيل والحرية والكرامة والوطنية، كما كانت لهم اجتماعات عامّة أمام المواطنين والحشود المتجمّعة أمام المسرح.

في مساندة الإضراب، ثمّة توافد جملة من نواب مجلس الشعب على غرار الجيلاني الهمّامي وعمار عمروسية ونزار عمامي وعبد المومن بلعانس، كما نرى توافد جملة من السياسيين مستقلين أو قيادات أحزاب على غرار حزب العمال التونسي والحزب الجمهوري والتيار الشعبي والمسار الديمقراطي ورابطة اليسار العمالي والائتلاف الوطني الديمقراطي الثوري وحركة النضال الوطني. إضافة إلى ذلك ثمّة توافد كبير من منظمات المجتمع المدني مثل جمعية النساء الديمقراطيات وجمعية الوحدويين الناصريين ورابطة حقوق الإنسان ومنظمة مساواة، هذا وقد شهد مقرّ الإضراب أيضا توافد جملة من الشعراء والجامعيين والسينمائيين والمسرحيين والمحامين. ومعظم هذه الوفود والزيارات كانت قد عبّرت عن مساندتها لهذا الإضراب وأجمعت على أنّه حقّ من الحقوق الشرعية من أجل إنصاف المفروزين أمنيا وتمكينهم من حقوقهم في حياة كريمة من شغل وحرية وكرامة وطنية.

أمّا من حيث الجانب الإعلامي، فقد تناقلت عدّة وسائل إعلام هذا الملف وتناقلته، وهي الكترونية وورقية مثل آخر خبر والشروق وراديو ماد وصوت الشعب وصبر أف أم وحنبعل والحرّة ونسمة والوطنية والشروق، كما تدفّقت جملة من بيانات المساندة بالتوازي مع ذلك.

ما يزال الإضراب المفتوح عن الطعام رغم حجم المساندة التي يحظى بها الآن، ورغم تداوله إعلاميا في حاجة إلى تفعيل أعمق بغية الإسراع في حلّ ملفّ المفروزين أمنيا، ذلك أن المعركة الآن معركة لا سلاح لها إلا الجسد بوصفه المتبقّي من ملحمة هؤلاء وسيرتهم النضالية، كما لا يفوت المضربين وكافّة المعنيين توجيه كلّ الشكر إلى كافّة نوّاب مجلس الشعب الذين عبّروا هن مساندتهم اللامشروطة لملّفهم وإلى كل المتوافدين الذين عبّروا وقفتهم التضامنية مع جنود هذه المعركة التي همّها الإنصاف والكرامة والوطنية وتقويض كلّ ما من شأنه أن يكرّس هاجس العطالة والبطالة.

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

حاتم التليلي

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..