أدب وثقافة

جائزة البوكر للرواية العربية .. القائمة القصيرة 2016 وتفاصيل أخرى

الكاتب: نهى سعداوي

جائزة البوكر الأدبية

تمّ إطلاقها سنة 1968، وهي من أهمّ الجوائز الأدبية المخصّصة للأعمال الروائية باللغة الانجليزيّة. تُمنح لأفضل رواية كتبها مواطن من المملكة المتحدة، دول الكومنولث أو جمهورية إيرلندا. تفرّعت عنها 3 نسخ: “البوكر الروسية، 1992″، “كاين للأدب الإفريقي، 2000″ و”البوكر العربيّة، 2007”.

massaer_2015-07-03050739“الجائزة العالمية للرواية العربية” أو البوكر العربية تُقدّم من مؤسسة الإمارات، هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة تحديدا منذ سنة 2008. ترشِّح دور النشر الأعمال التي نشرتها في السنة السابقة، لتقوم لجنة تحكيم مكوّنة من أدباء وأكاديميين من العالم العربي وخارجه بقراءة الأعمال المرشّحة، تقرّر بالتوافق قائمة طويلة، ثمّ قائمة قصيرة بستة أعمال ليتوّج عمل بالجائزة ويُعلن عن الفائز في أبو ظبي خلال فصل الربيع. قيمة الجائزة الأولى 50.000 دولار، علما وأنّ الأعمال الستة التي تدخل القائمة القصيرة تفوز بـ 10.000 دولار. تساهم الجائزة في مزيد الشهرة للكاتب إذ تقدّمه للقرّاء العرب والعالميين إضافة لتأمين ترجمة الكتاب الفائز وأعمال أخرى لمرشّحي القائمة النهائية.

التتويجات

مصر، أكثر البلدان العربية حضورا في مسابقات البوكر، فقد تغيّبت عن القائمة القصيرة فقط سنة 2015. كما أنّها الأكثر تتويجا مع السعودية. إذ فازت مصر بالجائزة مرتين متتاليتين، في 2008 “واحة الغروب” لبهاء طاهر وفي 2009 “عزازيل” ليوسف زيدان. كما تُوّجت السعوديّة مرتين متتاليتين أيضا، سنة 2010 نال عبده خال البوكر عن روايته “ترمي بشرر” لتفوز بها في الدورة الموالية رجاء عالم بروايتها “طوق العالم” (مناصفة مع محمد الأشعري، “القوس والفراشة”/ المغرب). في الدورة الماضية، 2015، فازت رواية “الطلياني” للتونسي شكري المبخوت بالجائزة. وهي المرّة الأولى التي يفوز فيها عمل تونسي بالجائزة، كما أنّ الرواية هي باكورة أعمال الكاتب. وقد دخلت رواية “عشيقات النذل” للروائي التونسي كمال الرياحي القائمة الطويلة لهذه السنة لكنّها لم تمرّ للقائمة القصيرة. سبق للكاتب التونسي الحبيب السالمي أن رُشّح للجائزة في القائمة القصيرة سنة 2009 برواية “روائح ماري كلير” وسنة2012 برواية “نساء البساتين” كما وصلت رواية “سعادته.. السيد الوزير” لحسين الواد للقائمة القصيرة سنة 2013.

الرواية النسائية

27427019يسيطر الأدباء الرجال على مسابقات البوكر، فحضور الأديبات العربيات محدود في المسابقة سواء من حيث التتويج أو بلوغ القائمة القصيرة محدود . السعودية رجاء عالم هي المرأة الوحيدة المتوّجة بالجائزة -مناصفة- منذ دورتها الأولى سنة 2008. وقد وصلت اللبنانية جنى فواز الحسين للقائمة القصيرة مرتين على التوالي، سنة 2013 بروايتها “أنا، هي والأخريات” وسنة 2014 بروايتها “طابق 99”. كذلك حضرت العراقية إنعام كجه جي مرتين في القائمة القصيرة للبوكر، سنة 2009 بروايتها “الحفيدة الأمريكية” وسنة 2014 بروايتها “طشاري”. في حين وصلت 10 روايات نسائية للقائمة القصيرة، غابت تماما  سنة 2012 وحضرت بعملين سنة 2011 و2015 فقط. وتعتبر الرواية النسائية اللبنانية أكثر الروايات ترشّحا ضمن القائمة القصيرة -3 مرات- تليها المصرية والعراقية -مرتين-، في حين تغيب الرواية النسائية المغاربيّة تماما.

القائمة القصيرة لجائزة البوكر 2016

22-713هذه السنة، تتنافس في القائمة القصيرة 6 روايات من 5 بلدان على الجائزة:

  • “مصائر” ربعي المدهون – فلسطين، المؤسسة العربية للدراسات والنشر
  • “مديح لنساء العائلة” محمود شقير – فلسطين، دار هاشيت أنطوان
  • “سماء قريبة من بيتنا” شهلا العجيلي – سوريا/الأردن، منشورات ضفاف
  • “عطارد” محمد ربيع – مصر، دار التنوير
  • “نوميديا” طارق بكاري – المغرب، دار الآداب للنشر والتوزيع
  • “حارس الموتى” جورج يرق – لبنان، منشورات ضفاف

يحضر المغرب العربي ممثَّلا برواية وحيدة، “نوميديا”، باكورة أعمال الروائي المغربي الشاب طارق بكاري. يُلاحظ أنّ الرواية المغربية تسجّل حضورها في الدورات الثلاث الأخيرة على التوالي. كما أنّها قد تُوّجت سنة 2011 برواية “القوس والفراشة” لمحمد الأشعري، وهي المرة الأولى التي تصل فيهارواية مغربية القائمة القصيرة. رواية بكاري من منشورات دار الآداب اللبنانية التي توّجت رواية واحدة من منشوراتها وهي “دروز بلغراد” للبناني ربيع جابر سنة 2012. يعلّق قرّاء “مجلّة الآداب” التي كانت تصدرها الدار منذ سنة 1953 وتوقّفت منذ سنة 2013، آمالا كبيرة على رواية “نوميديا” للفوز بالجائزة التي تقدّر بـ 50.000 دولار إضافة لـ10.000 دولار التي حازتها الرواية بوصولها للقائمة القصيرة. فالجائزة قد تنعش الدار التي أوقفت إصدار مجلّتها لأسباب ماديّة بالأساس ولتراجع إقبال القراء. المجلة كانت الحاضنة الأولى للعديد من الأدباء والشعراء والنقاد على امتداد عمرها ومنبر نتاجاتهم في سنوات انطلاقتهم الأولى، وعن دار الآداب صدرت الأعمال الأولى لكثيرين كانوا ممنوعين من النشر في بلادهم مثل بدر شاكر السياب وعبدالوهاب البياتي وصلاح عبدالصبور وحجازي وأمل دنقل*.

entertainment-news-12012015-2للمرّة الأولى في تاريخ المسابقة، تحتوي القائمة القصيرة للبوكر روايتين فلسطينيّتين. وإن تحضر الرواية الفلسطينية للسنة الثانية على التوالي فإنّ حضورها اقتصر على 4 دورات باحتساب هذه السنة. هذا وقد حضرت مرتين بروايات الأديب ربعي المدهون ومرّة برواية الأديب إبراهيم نصر الله وهو أردني الجنسية، أي أنّ التمثيل احتُسِب للأردن. من خلال متابعتي لتفاعل الجمهور الفلسطيني مع المسابقة فإنّ آمالا كبيرة بالفوز في المسابقة تراوده، خاصّة وأنّ توقّعات الفوز كانت عالية في السّنة الماضية، كما أنّها المرّة الثانية للروائي ربعي المدهون في القائمة القصيرة. بالإضافة لهذا، فإنّ فلسطين تحضر في اثنتين من الروايات المرشّحة -غير الروايتين الفلسطينيّتين-. فجورج يرق يتناول الحرب الأهليّة اللبنانية في “حارس الموتى” زمن الوجود الفلسطيني لمنظمة التحرير في بيروت، بينما تتناول “سماء قريبة من بيتنا” للأردنية من أصول سوريّة، شهلا العجيلي “مصائر تراجيديّة لأفراد يعيشون في ظلّ تحوّلات كبرى، سبّبتها الهيمنات الاستعماريّة منذ القرن التاسع عشر إلى اللّحظة الراهنة، عبر ملاحقة تاريخ العائلات التي تناسلوا منها، في سوريا وفلسطين والأردن وأوروبا الشرقيّة وإفريقيا وفيتنام وأميركا الجنوبيّة، وشرق آسيا” **.

المصادر:

*  

**

هنا

هنا

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

نهى سعداوي

تونسيّة، متحصلة على الماجستير في اللسانيات الانجليزية. مهتمة بالترجمة ودعم المحتوى العربي. هاوية كتابة. مناصرة للقضية الفلسطينية، لقضايا العرب والمسحوقين أينما كانوا.

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..