سياسة و مجتمع مجتمع

مملكة العيون العسلية -3- قضاء الحاجة في الشارع

مملكة العيون العسلية -1- ذكر أنثى إنسان

مملكة العيون العسلية -2- تحرّش

هل تعرف سم الخياط؟ الحكاية عقدتها ملتفّة حوله ولها بداية. هل ربطت بالنهاية وأنا لا أعرف أين اختفت، وكيف من الحافلة العملاقة قفزت؟ هل أنت هنا معي، أم غيّبك مشهد السيدة المسكينة “المصفوعة” داخل حافلة المدينة؟

الارتجاف يحاصرني، أشعر بصدمة وظلم ربما يوقفني. عليّ اتخاذ قراري وحسم أمري الآن، ما بين عودتي إلى كنف جدتي، أو مضيّي قدما في طريقي، لأكتشف معدني الحقيقي.

هل لاحظت أن المكان هادئ بشكل مخيف، والأرض التي نقف عليها رطبة، ورائحتها عطنة؟ أنظر حولي، الطلاء كالح ومقبض. والبيوت “خوازيق” صخرية حادة ومزعجة لعيني. أعتقد أنّ عيشي وحدي لسنوات طويلة أثّر على ذوقي وجعله متحذلقا.

أحتاج بعد هروبي من جدتي والحافلة إلى استرخاء يعيد نشاطي وقدرتي على التفكير، إلا أنّ هذا محال بصحبة مغص لعين، يأكل معدتي المسكينة، فأين أجد في هذا الخلاء بيت راحة للغرباء؟

ولحظة فقدي لليسر بعد العسر وأنا أهرول في كل اتجاه، حتى لا يتدفق على فخذي الماء، فتحت لي السماء باب الرجاء، على هيئة رجل ثلاثيني يتقدم من زاوية بيت صخري في الشارع، ويفتح بلا هوادة سحّابه ويخرج أشياءه ويفك انحصار الماء، ووجه ينبسط براحة الأولياء، فأتبعه بفطرة وطيبة لأفعل مثل فعلته النجيبة. فتنشق الأرض على جمع من الناس بالطبول والدفوف يزفّونني كفتاة طائشة، تجرأت على فك حصرتها في زاوية عمومية دون مراعاة للآداب والأخلاق الشرعية. انبريت أدافع عن فعلتي بسذاجتي عن طريق الاستشهاد بمن سبقني، فبدأت النسوة كعادتهن التي لم أفهمها بتقريعي لتشبّه النساء السافر بالرجال.

لم أعرف كيف سأخرج من هذا الموقف العجيب، حتى تذكّرت نقودي الطّائرة المربوطة حول خصري. فككت طائرا بمائة جناح، وأمسكت بقدمه الصغيرة ليطير بي فوق الجزيرة الخطيرة. حطّ بي في مكان فسيح بعيدا عن جمهرة من شهدوا فعلتي، ولا أعرف لماذا لم يحاسبوا الرجل وحاسبوني رغم أنّ فعلتنا واحدة وحقّنا في فكّ حصرة مائنا واردة؟

شاهد: في الهند، فتاة تقضي حاجتها في الشارع وردات فعل مختلفة للمارين

https://www.youtube.com/watch?time_continue=7&v=EI_IlSvJECc

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

سالمة العسلية

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..