سياسة و مجتمع

ما هو التطبيع ؟ .. رأي

الكاتب: خالد جمعه

كثر الحديث عن التطبيع والمطبّعين في الفترة الأخيرة، وفي الحقيقة أنّ هناك الكثير من وجهات النّظر التي لا أفهمها بخصوص مسألة التطبيع. فقد عُقدت ندوة ذات مرّة حول قصّة أطفال كتبتُها وتدعو أن يسمع الأطفال بعضهم بعضا حتى لا يحكموا دون أن يعرفوا. فاتّهمتني الندوة بالتطبيع صراحةً وأنا الذي لم أقابل إسرائيليا في حياتي غير الجنود وضبّاط المخابرات. ويكثر الحديث عن التطبيع حين يزور شخص ما فلسطين، فهل التطبيع موقف شخصي؟ هل هو موقف ثقافي؟ هل هو موقف سياسي؟

التطبيع قانونيا وسياسيا، هو المشاركة في أيّ مشروع أو مبادرة أو نشاط، محليّ أو دولي، مصمّم خصّيصا للجمع [سواء بشكل مباشر أو غير مباشر] بين فلسطينيين [و/أو عرب] وإسرائيليين [أفرادا كانوا أم مؤسسات] ولا يهدف صراحة إلى مقاومة أو فضح الاحتلال وكلّ أشكال التّمييز والاضطهاد الممارس على الشّعب الفلسطيني.

ومن أشكال التطبيع النشاطات التي تهدف إلى التّعاون العلمي أو الفني أو المهني أو النسوي أو الشبابي، أو إلى إزالة الحواجز النفسية. يُستثنى من ذلك المنتديات والمحافل الدولية التي تُعقد خارج الوطن العربي، كالمؤتمرات أو المهرجانات أو المعارض التي يشترك فيها إسرائيليون إلى جانب مشاركين دوليّين، ولا تهدف إلى جمع الفلسطينيين أو العرب بالإسرائيليين، بالإضافة إلى المناظرات العامة. وتستثنى من ذلك حالات الطوارئ القصوى المتعلقة بالحفاظ على الحياة البشرية، كانتشار وباء أو حدوث كارثة طبيعية أو بيئية تستوجب التعاون الفلسطيني ـ الإسرائيلي. لذلك فإنّ:

  • أيّ نشاط أو مشروع يهدف لتحقيق السّلام دون تحقيق الحقوق الفلسطينية هو تطبيع.
  • أيّ نشاط أو مشروع، يدعو له طرف ثالث أو يفرضه على الطّرف الفلسطيني/العربي، يساوي بين “الطرفين” هو تطبيع.
  • أيّ مشروع يغطي أو يميّع وضع الشعب الفلسطيني كضحيّة للمشروع الكولونيالي الإسرائيلي أو يحاول إعادة قراءة تاريخ الصراع بحيث يقدم الرواية الصهيونية كرديف أو موازي للرواية الفلسطينية عن جذور الصراع وحقائق الاقتلاع والتهجير هو تطبيع.
  • أيّ مشروع يرفض أو يميّع أو يتجاهل حقّ الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وخاصّة حقّ اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض ومحاولة تجاوز تاريخ الصراع هو تطبيع.
  •  مشاركة عرب أو فلسطينيين، مؤسّسات أو أفراد، في أي مشروع أو نشاط يقام داخل إسرائيل أو في الخارج مدعوم من أو بالشّراكة مع مؤسّسة إسرائيلية لا تقرّ علنا بالحقوق المشروعة للشّعب الفلسطيني أو تتلقّى دعما أو تمويلا جزئيّا أو كليّا من الحكومة الإسرائيليّة، كمهرجانات السينما ومعارض تقنية المعلومات وغيرها هو تطبيع.
  • القيام بزيارات شخصيّة وتعاملات اجتماعية مع الكيان الصهيوني هو تطبيع.

ما عدا ذلك في رأيي لا يدخل تحت بند التطبيع.

تعليقات الفيسبوك

التعليقات

عن الكاتب

خالد جمعه

اضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

نشر..